لا أفهم أسباب الوقاحة الإيرانية التي تتيح لسلطات طهران تشجيع انتاج فيلم سينمائي وثائقي يصف السادات بالخيانة, لأنه أعاد الي وطنه أرض سيناء ولأنه رفض أن تبقي مصر رهينة لخلافات عربية عربية لا تزال عاجزة عن تحقيق الحد الأدني من التضامن الذي يكفل الحفاظ علي الحقوق العربية؟!
ولا أعرف ما هي المسوغات التي تبرر لطهران أن تفتئت علي تاريخ بطل عظيم من مصر رفض تآمر الدول الكبري وخططها للإبقاء علي الاسترخاء العسكري في منطقة الشرق الأوسط بدعوي أن العرب ماتوا وشبعوا موتا ولم يعد أمامهم سوي قبول الاستسلام لإسرائيل لكن السادات رفض الهزيمة وقاد في أصعب الظروف الدولية ورغم النقص الحاد في السلاح الذي كانت تعانيه القوات المسلحة المصرية حرب أكتوبر المجيدة التي كسرت أنف الإسرائيليين وغيرت كل المعطيات الاستراتيجية في منطقة الشرق الأوسط وأعادت لمصر كامل سيناء دون انتقاص شبر واحد من أرضها وأوجدت نموذجا صحيحا لسلام عادل متكافئ ينشد مثاله السوريون في مباحثاتهم الراهنة مع إسرائيل في اسطنبول وينشد مثاله الفلسطينيون في مباحثات ما بعد أنا بوليس كما فتحت الطريق أمام مشروع عادل للتسوية أقره كل العرب ووافق العالم أجمع علي خطوطه العريضة التي تنهي كل أوجه الصراع العربي الإسرائيلي إذا ما قبلت إسرائيل الانسحاب من الأرض العربية المحتلة وإقامة دولة فلسطينية علي أرض الضفة والقطاع تكون عاصمتها القدس الشرقية.
لا أفهم أيضا الدواعي التي تدفع آيات الله في طهران الي معاداة مصر رغم موقفها المبدئي الذي يرفض الحرب علي إيران ويناصر حقها في الاستفادة من التكنولوجيات السلمية للطاقة النووية ويعارض التدخل في شئونها الداخلية إلا أن يكون الهدف من ذلك تشجيع حركات العنف والإرهاب في المنطقة وركوب موجتها تعزيزا لمصالح فارسية ترتهن مصالح الفلسطينيين واللبنانيين في لعبة صراع إرادات يأمل الإيرانيون أن تنتهي بوفاق أمريكي إيراني يعيد لطهران دورها كشرطي للخليج ويحفظ أمن نظام آيات الله ويمد في عمره لأن اغتيال السادات باعتراف زعماء الجماعة الإسلامية التي خططت ونفذت الجريمة كان مؤامرة حمقاء وعملا إرهابيا يخاصم الشرع والدين.
ولا أعرف ماذا يكون شعور القائمين علي أمر الحكم في طهران لو أن المصريين شرعوا في اكتتاب أهلي يقيم للشاه تمثالا في أحد ميادين القاهرة ردا علي هذه الوقاحة الإيرانية المفرطة .
لكن الذي أعرفه علي وجه اليقين, أن آيات الله الذين نجحوا في تكتيل عداء الغرب لإيران يمكن أن يحققوا النجاح ذاته في تكتيل عداء المصريين لنظام يفتقد أبسط آداب اللياقة في علاقاته بجيرانه .
الأهرام 9/7/2008
ولا أعرف ما هي المسوغات التي تبرر لطهران أن تفتئت علي تاريخ بطل عظيم من مصر رفض تآمر الدول الكبري وخططها للإبقاء علي الاسترخاء العسكري في منطقة الشرق الأوسط بدعوي أن العرب ماتوا وشبعوا موتا ولم يعد أمامهم سوي قبول الاستسلام لإسرائيل لكن السادات رفض الهزيمة وقاد في أصعب الظروف الدولية ورغم النقص الحاد في السلاح الذي كانت تعانيه القوات المسلحة المصرية حرب أكتوبر المجيدة التي كسرت أنف الإسرائيليين وغيرت كل المعطيات الاستراتيجية في منطقة الشرق الأوسط وأعادت لمصر كامل سيناء دون انتقاص شبر واحد من أرضها وأوجدت نموذجا صحيحا لسلام عادل متكافئ ينشد مثاله السوريون في مباحثاتهم الراهنة مع إسرائيل في اسطنبول وينشد مثاله الفلسطينيون في مباحثات ما بعد أنا بوليس كما فتحت الطريق أمام مشروع عادل للتسوية أقره كل العرب ووافق العالم أجمع علي خطوطه العريضة التي تنهي كل أوجه الصراع العربي الإسرائيلي إذا ما قبلت إسرائيل الانسحاب من الأرض العربية المحتلة وإقامة دولة فلسطينية علي أرض الضفة والقطاع تكون عاصمتها القدس الشرقية.
لا أفهم أيضا الدواعي التي تدفع آيات الله في طهران الي معاداة مصر رغم موقفها المبدئي الذي يرفض الحرب علي إيران ويناصر حقها في الاستفادة من التكنولوجيات السلمية للطاقة النووية ويعارض التدخل في شئونها الداخلية إلا أن يكون الهدف من ذلك تشجيع حركات العنف والإرهاب في المنطقة وركوب موجتها تعزيزا لمصالح فارسية ترتهن مصالح الفلسطينيين واللبنانيين في لعبة صراع إرادات يأمل الإيرانيون أن تنتهي بوفاق أمريكي إيراني يعيد لطهران دورها كشرطي للخليج ويحفظ أمن نظام آيات الله ويمد في عمره لأن اغتيال السادات باعتراف زعماء الجماعة الإسلامية التي خططت ونفذت الجريمة كان مؤامرة حمقاء وعملا إرهابيا يخاصم الشرع والدين.
ولا أعرف ماذا يكون شعور القائمين علي أمر الحكم في طهران لو أن المصريين شرعوا في اكتتاب أهلي يقيم للشاه تمثالا في أحد ميادين القاهرة ردا علي هذه الوقاحة الإيرانية المفرطة .
لكن الذي أعرفه علي وجه اليقين, أن آيات الله الذين نجحوا في تكتيل عداء الغرب لإيران يمكن أن يحققوا النجاح ذاته في تكتيل عداء المصريين لنظام يفتقد أبسط آداب اللياقة في علاقاته بجيرانه .
الأهرام 9/7/2008
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق