19 فبراير 2008

معضلة حزب الله في الرد على إسرائيل

ليس بهذه السهولة سيرد حزب الله على إسرائيل نتيجة اغتيال القائد البارز للحزب عماد مغنية فحزب الله سيفكر 1000 مرة قبل أن يقدم على أي فعل من شأنه أن يفتح حرباً جديدة على لبنان، فرغم ما حققه حزب الله من انتصارات في حرب يوليو / تموز 2007 ، إلا ان لبنان خسر خسائر فادحة في جانب المدنيين ، واسقاط القنابل العنقودية ذات الخسائر والاستنزاف المتواصل وبالتالي فإن هناك تخوف من الدخول في حرب جديدة تكبد اللبنانيين المزيد من القتلى والخسائر ، حيث لن يسامح اللبنانيون نصر الله على إقحامهم في حرب جديدة غير مبررة .

وبذلك يمكن استبعاد بنسبة 100 % أن يقدم الحزب على توجيه صواريخ إنطلاقاً من أراضيه ، كما أنه لن يقدم على اختطاف جنود ، ولا شيئاً واحداً سيكشف أوراقه ويعرضه لحرب جديدة، إذن حزب الله سيرد خارج أراضيه بعيداً عن الحدود الجغرافية بين إسرائيل ولبنان ، بأوراق مخفية .

المشكلة تكمن في مساعدة كلاً من سوريا وإيران ذواتا الأيدي الطويلة خاصة أنهما دولتان ولهما اجهزة مخابرات كبيرة وطايلة وبالتالي فإن الرد المفتوح سوف لن يكون من السهل التنبؤ به وعادة ما سيكون متخفياً تحت جماعات إسلامية او القاعدة على سبيل المثال ، فما ستقوم به هذه الأطراف ( الحزب أو سوريا أو إيران ) سوف يحمل بصمات القاعدة ، بمعنى أكثر وضوحاً ، سأقتل وأدمر ، وعلى طريقة الهرة سأمسح فضلاتي وألصقها إلى طرف آخر ، هو بالأدق الجماعات الإسلامية.

ولماذا يفعل حزب الله أو داعميه ذلك ؟ بالطبع الخوف الشديد من حرب جديدة في المنطقة ، وهو وإن كان نصر الله يتظاهر بأنه على استعداد للحرب، فإنه لن يستطيع الاقدام على ذلك مهما حدث، لأنه باختصار ظهر بمظهر البائس والمنكسر لحظة اعتذاره للشعب اللبناني عن مجازفته ببدء الحرب وأنه لو كان يعلم العواقب ما أقدم على اختطاف الجنود، وبالتالي لا حاجة لصواريخ الباتريوت على الحدود .

وبتفنيد محاور الرد يمكن أن نقسمها إلى : مكان الرد ، توقيت الرد ، الكيفية أوالطريقة (متفجرات أو رصاص أو سموم....) .

فكل هذه المحاور مبدئياً غير معلومة على وجه الدقة، بل الامر كله لايعدو ان يكون مجرد تحليلات: فالمكان مفتوح على العالم كله، باستثناء لبنان وحدوده الجغرافية ، والمكان هنا هو الأهم خاصة في مناطق الصراع العالمية خاصة في العراق أو فلسطين والتي يملك فيها الشيعة أو سوريا أذرع ليست بالقصيرة لتنفيذ عمليات قد يبدو أن منفذها هو الجهاد الإسلامي أو أي فصيل مقاوم في فلسطين لكنها مدعومة بطلب من سوريا أو إيران مثلاً .

وعلى الجانب الآخر العراق، والذي يعتقد أنه المحور الرئيسي لرد حزب الله على إسرائيل ، هنا مكمن الخطر في رأيي ، لماذا لأن العراق يشهد نمواً مريباً وفظيعاً لإيران وذراعها الشيعي الممتد داخل أرض الرافدين وبالتالي فإن الرد داخل العراق باستهداف القوات الأمريكية هو أمر ليس مستبعداً ، رغم العلاقات القوية التي تجمع الشيعة أصحاب "التقية" والقوات الأمريكية .

فرغم ما يظهر لأمريكا من ولاء الشيعة لهم إلا انهم في الباطن لن يسمحوا بمرور مقتل عماد مغنية بهذه السهولة وسوف في الغالب يكون لهم رد غير مكشوف، باسم القاعدة أو يحمل بصمات القاعدة في العراق، أو أي فصيل آخر، وهذا في الظاهر ، لكن الباطن يخفي ضلوع الشيعة في مؤامرة ( ربما تفجيرات أو سموم ..) قد تطال أعداد كبيرة من الجيش الأمريكي وتؤدي إلى نتائج كارثية تخرج أمريكا من العراق، وهذا كله على سبيل التحليل أو التكهنات وليس بناءاً على معلومات موثقة .

ليست هناك تعليقات: