9 أبريل 2014

أخطاء الغرب في أوكرانيا وأبعاد الشرق الاوسط





أخطاء الغرب في أوكرانيا وأبعاد الشرق الاوسط

فرضت الثورة في أوكرانيا نفسها على اللاعبين الدوليين الذين تدخلوا لحماية مصالحهم في البلاد ،  ما ساهم في إحداث صدام غربي مع لاعب دولي كبير هو روسيا واذكاء الخلاف بين أمريكا وروسيا كلف الغرب خسائر كبيرة سواء اقتصاديا او سياسيا.

الثورات تنتقل من مجتمع الى آخر ولا يمكن التحكم فيها ، إلا انه يمكن التدخل لاحداث توافقات بين الاطراف الدولية بما يحمي مصالح كافة الاطراف المتصارعة .

من غير الطبيعي في ذات الوقت ان يترك عقال الثورات وينفك، لكي يحدث صداما بين اطراف دولية ، وأن يخلق في النهاية محاور دولية قد تضر في النهاية الثورات ذاتها وتجعلها فارغة من مضمونها .

الثورات تخلف فوضى  تنتقل تدريجيا نحو الاستقرار، ويبدو ان انفلات عقال الثورات اوجب  تدخلا دوليا لضبط ايقاع الثورة بما يحقق مصالح الجميع .

خلقت الفوضى في الشرق الاوسط عالما جديدا كان لابد من ضبط إيقاعه والتحكم فيه ، والتدخل لكبح الثورة او ضبط ايقاعها او ربما إنهائها.

ينبغي ان تنتقل الثورات من الحلقات الاضعف إلى الحلقات الأقوى ، من الدول الصغرى إلى الدول الاكبر حجما ، فرغم صعوبة التنبؤ بالثورات ، لكن ايقاع الثورة يجب ان يكون تدريجيا تصاعديا حسب حجم الدول .

لم يتحقق ذلك المبدأ على النماذج السابقة لكن ربما يمكن التدخل لجعله امرا واقعا.

في الثورة الأوكرانية  تدخل الغرب لحماية مصالحه وكبح جماح ومحاصرة روسيا في مواقع نفوذها ، في موقف استفز الروس واحيا فيهم المشاريع القديمة وعودة الاتحاد السوفيتي القديم .

فبدلا من محاولة حصار الروس عبر الاطراف والحلقات الاكثر ضعفا والانتقال تدريجيا نحوالحلقات الأقوى ، فاجئتنا الثورة البرتقالية في اوكرانيا ، على حدود روسيا ،  مركز النفوذ الروسي ، والاقرب الى الحدود الروسية ، المنطقة الاكثر اشتعالا في العالم .

فترتب عليه احياء صراع قديم كان ينبغي تجاوزه مرحليا او التأخير من وقوعه إلى ان تتفاعل الاجزاء الاكثر ضعفا في السلسلة التصاعدية مع روسيا، وخلق أبعاد جديدة في التعامل مع الايرانيين.

كما خلق حيرة بين قطبي الصراع السني الشيعي، في ابعاده وارتباطه بالعلاقات الدولية، لذلك كان الاتفاق المبدئي وسرعة انهاء او تأجيل الازمة مع روسيا أفضل في حلول الشرق الاوسط حتى يتثنى استكمال باقي المحاور بما يخلق بعدا جديدا وفرصة إضافية لثورات المنطقة ان تؤتي ثمارها.


ليست هناك تعليقات: