21 مارس 2014

خيارات حل الازمة في اوكرانيا





خيارات حل الازمة في اوكرانيا

لا شك أن خيارات حل الازمة في اوكرانيا امام الغرب باتت قليلة ومحصورة حول الحل السياسي والدبلوماسي، خاصة ان فاتورة الحرب المباشرة ستكون باهظة.

وينطوي الحل الدبلوماسي في ذات الوقت على صعوبات وعقبات ليست بالسهلة خاصة في اطار تمرير عقوبات واسعة على روسيا تعارضها دول كبرى اوربية تجد فيها مساسا بمصالحها الاستراتيجية مع روسيا مثل المانيا وبريطانيا (والى حد ما فرنسا) .

وتحتاج العقوبات على روسيا أو بدائل الحل المقترحة إلى اتفاق شامل بين الدول الغربية وامريكا حول سياق واطار عمل مناسب لكل الاطراف تجتمع عليه .

ويمثل توقيع رئيس الوزراء الأوكراني أرسيني ياتسينيوك الجمعة 21 – 3 مع الاتحاد الأوروبي، الشق السياسي من اتفاقية الانتساب بين الجانبين، خطوة في طريق الغرب نحو حصار روسيا ومحاولة السيطرة على الوضع  في اوكرانيا ، خاصة بعد العقوبات الاخيرة على بنوك وشخصيات روسية ومقربة من الرئيس بوتين .
الوضع يتجه في البلاد نحو خسارة الغرب للقرم الذي اعلن برلمانه الرغبة في الانضمام لروسيا، وصدّق بوتين في احتفال رسمي في الكرملين على القانون الخاص بانضمام الجمهورية إلى روسيا .

ويلوح في الافق فرضية حروب الوكالة في أوكرانيا أي بين حلفاء الغرب غرب اوكرانيا المرشحين للدخول في حرب اهلية مع الروس في الشرق (جنود وسكان)، بعد دعم الغرب لاوكرانيا بالسلاح المتطور، وبذلك يمكن جس نبض الروس بحرب خاطفة لا يتدخل فيها الغرب أو الناتو مباشرة وتعيد الهيبة للغرب ، حسب بعض المحللين العسكريين الاستراتيجيين.

كما يملك الغرب ورقة توظيف الانقسام داخل القرم بين روس وتتار مسلمون، منقسمون ، في تهديد المكون الديمغرافي الروسي في القرم، وتوجيه الغضب الاسلامي نحو اهداف روسية تهدد النفوذ الروسي.
يحاول الغرب وامريكا استخدام خيار نشر نظم الدفاع الصاروخي في دول اوروبا الشرقية (القباب الحديدية) ، والقيام بمناورات عسكرية وتواجد عسكري في اطارات عسكرية معلنة سابقا وتعاون عسكري وتدريب مع اوكرانيا .

وتنفذ الدول الاوربية استراتيجية سحب البساط من تحت اقدام واستقطاب حلفاء روسيا (الصين – الهند - دول شرق اسيا )، عبر سياسة شبيهة بالعصا والجزرة ، بمحاولة جر الصين للتعاون مع امريكا من خلال حلفاء امريكا النفطيين في الشرق الاوسط ، او التهديد باشعال الساحات الداخلية لحفاء الروس.

النظرة التقليدية لحلفاء الروس الصين وايران...الخ ، بانهم في صف روسيا على طول الخط ، غير دقيق دائما  ، فالصين حاولت رغم عدم انتقادها لخطوة روسيا بضم القرم ، التزمت الحياد ، ودول اخرى ربما التزمت الصمت وعبرت عن مواقف محايدة خشية ردود الفعل الغربية ، وانتظارا لما ستؤول اليه الاوضاع .

ربما تشهد الفترة المقبلة مزيد من استغلال الصراعات الإثنية والعرقية في محيط روسيا والدول الحليفة، خاصة التوترات القائمة في الشيشان بين الروس والمجموعات المتطرفة والانفصالية أو التبت وتركستان بالنسبة للصين.

هناك حل مؤقت يتم عبر اتفاق دولي يعيد الاوضاع كما كانت عليه من قبل  مع احداث بعض التغييرات في ادارة الحكم كحل مؤقت لحين يتبلور حل شامل بإشراف دولي، يتيح للغرب وامريكا مزيدا من الاستعداد والإعداد لخطط استراتيجية طويلة الامد تسهل حل الازمة وتحقيق المزيد من المكاسب .



وفي اطار التوترات القائمة في اوكرانيا والتي تنعكس على اطالة امد الازمة في سوريا وتهديد مجلس الامن، يتجه العالم إلى تشكيل نظام عالمي جديد متعدد الاقطاب والمحاور  تتقلص فيه الهيمنة الغربية والقطب الاوحد على مقدرات الامور في دول العالم.

ليست هناك تعليقات: