11 فبراير 2014

الدور المحوري لإيران في دعم القاعدة بـ "الشرق الاوسط"






الدور المحوري لإيران في دعم القاعدة بـ "الشرق الاوسط"

رغم اختلاف الايديولوجية الإسلامية بين القاعدة وإيران، فالقاعدة سنية متشددة وإيران شيعية، إلا ان تلاقي المصالح السياسية، والمصلحة الاستراتيجية لإيران ولنظام بشار الاسد، فرضا تحالفا وتقاطعا كبيرا بين إيران والقاعدة، برز مؤخرا في الأزمة السورية الاخيرة، وتجاذبات وأوراق الضغط فيما يرتبط بمفاوضات البرنامج النووي.

نقطة التقاء المصالح

فحين وقع ماجد الماجد، السعودي أمير كتائب عبد الله عزام المرتبطة بالقاعدة، في قبضة الأمن اللبناني، قيل عرضًا إنه كان يتلقى التمويل من إيران، بعدما تلقى التدريبات فيها، واليوم، تكشف قوائم العقوبات المالية التي أصدرتها وزارة الخزانة الأمريكية عن دعم إيراني للقاعدة.

إذ تبين أن شركات وأشخاصًا إيرانيين أو مقيمين في إيران يتولون نقل الأسلحة والمقاتلين لتنظيم القاعدة في سوريا، وبعلم من السلطات الإيرانية، ليكونوا في خدمة النظام السوري من أجل تمزيق المعارضة السورية، وخصوصًا المسلحة، من خلال إلهائها بحروب هامشية، كما يحصل بين الجيش الحر والجبهة الإسلامية من جهة وتنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام "داعش" من جهة أخرى.

وتؤكد العقوبات الأمريكية الجديدة على أشخاص وشركات انتهكوا العقوبات المفروضة على إيران، سكوت السلطات الإيرانية على نشاط القاعدة، كما لا يخفى الدور الإيراني في دعم مقاتلي القاعدة في العراق وأفغانستان من أجل تهديد الوجود الامريكي في البلدان وصولا الى عرض ايراني لمساعدة امريكا في الخروج من مستنقعي البلدان الذي ساهمت كل من ايران وسوريا على انهاك القوات الامريكية هناك، خشية من انتقال "النموذج العراقي" في تهديد نظاميهما الى بلدانها.

وفي السياق ذاته تم الكشف عن إيواء إيران لقيادات كبرى من مقاتلي القاعدة على أراضيها لدعمها في مواجهة قوة المعارضة السورية التي كانت لوقت قريب تحقق اختراقات كبرى وتمددا في مواجهة بشار الاسد، فدخول القاعدة في مواجهات مع المعارضة ساهم في تشتيتها وإضعافها كورقة ، ربما الاخيرة في انهاك وربما القضاء على قوة المعارضة السورية، بدعم من اللاعب الرئيسي والوكيل الجديد في الشرق الاوسط: روسيا.

بين القاعدة وإيران حلف سري لوجود العدو المشترك... ممثلا في أمريكا، والسبب الآخر أن ايران تشكل بوابة العبور إلى أفغانستان والعراق.

وعاقبت وزارة الخزانة الأمريكية ثلاثة ضباط من الحرس الثوري الإيراني الخميس الماضي لاتهامهم بمساندة حركة طالبان في أفغانستان، كما وضعت عضواً بارزاً في تنظيم "القاعدة" ملقّباً بـ"جعفر الاوزبكي" على لائحة العقوبات، متهمة إياه باستغلال وجوده في ايران لتسهيل مرور مقاتلين إلى سورية والمساهمة بتمرير مقاتلين إلى باكستان وأفغانستان بعلم من السلطات الايرانية.

وبحسب الخزانة الأمريكية فإن تنظيم "القاعدة" يستغل إيران كنقطة عبور للأموال والمقاتلين الاجانب عبر الحدود التركية لمساندة المجموعات المقاتلة التابعة له في سورية. واعتبرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية أن هذه الاتهامات تطرح  احتمال تواطؤ ضمني لجهات إيرانية حكومية وعسكرية في دعم المعارضة السورية، رغم أن الجماعات السنية المتشددة تظهر عداءً تاريخياً للحكومة الإيرانية من جهة والولايات المتحدة الأمريكية من جهة أخرى.

إيران لاعب رئيسي في الفوضى

لم يأتي التقارب الايراني الامريكي في الفترة الاخيرة من فراغ فالمنطقة تمر بتحولات كبرى ومخططات شرق اوسطية، كان لزاما احداث نوع من التقارب او التفاوض والتعاطي المرحلي مع "الجوكر" الايراني ، الذي يمسك بأوراق عديدة في المنطقة وتأثيراته الكبيرة، في كل من العراق وأفغانستان واليمن وسوريا وغزة ولبنان، في الوقت الذي تردد أطراف عربية وظهرت في موقف ضعيف غير قادر على التعاطي بإيجابية في التغييرات الجديدة في المنطقة وتأثيرات الربيع العربي.

ثورات الربيع العربي

وفي هذا الاطار يبرز الدور الايراني في ثورات الربيع العربي وإحداث الفوضى وتهديد الجيران في المنطقة، ومحاولة التأثير في الساحة الداخلية لدول الخليج مثل البحرين والكويت والسعودية ...إلخ وداخل ساحات عربية أخرى مثل اليمن ولبنان وليبيا، الحلقات العربية الضعيفة ، واللاعب الابرز مع روسيا في الملف السوري .

الايديولوجية الايرانية الشيعية

لا يمكن التغاضي ابدا عن ايديولوجية ايران الشيعية في لعب دور محوري في منطقة الشرق الاوسط لتهديد الدول السنية خاصة السعودية ومصر، إذا ما ادركنا ان الهدف الجديد المطروح في المنطقة هو تحجيم القوى السلفية المتشددة او القضاء عليها بدرجة كبيرة، من واقع الخبرات الايرانية السابقة في العراق وأفغانستان ودعم المقاتلين الشيعة في مواجهة تنظيم القاعدة والجماعات السلفية في العراق وأفغانستان .

أوراق إيران الناعمة

تمسك ايران بأوراق عديدة في المنطقة تهدد اراضي جيرانها بدرجة كبيرة وتساهم في خلق الفوضى والتوتر في المنطقة تمهيدا ومشاركة في تنفيذ مخططات تقسيمية في المنطقة ستكون إيران احد ملتهمي تورته الشرق الاوسط، ولاعب رئيسي في مناطق النفوذ مع أمريكا وروسيا والقوى الدولية.

ايران ومن ورائها روسيا والصين، لها أذرع طويلة ممتدة في اليمن حيث الحوثيين وفي لبنان حيث حزب الله  وفي العراق (الفصائل الشيعية والحكومات) وفي ليبيا حيث الروس وترسانة السلاح  السائب، وفي سوريا حيث الميليشيات الداعمة لبشار الاسد والقوى السلفية المشتتة لجهود المعارضة في مواجهة الاسد.

كما تمتد أذرع إيران إلى دول عربية أخرى في مصر حيث التدخل المباشر وبأحزاب وجماعات وشخصيات داعمة للتوجه الشيعي في الداخل المصري وعلى الحدود حيث الدعم القديم الجديد لحركة حماس في غزة وتهديد الداخل المصري عبر دعم مجموعات مسلحة في سيناء، مثل انصار بيت المقدس وغيرها من التنظيمات الجهادية التي تهدف من خلالها إيران الى التأثير واستخدام اوراق الضغط والتأثير على الواقع الامني والاقتصادي في بلدان المنطقة .

الفرق بين تركيا وإيران

تركيا نجحت مرحليا في خلق بيئة فوضى في منطقة الشرق الاوسط عبر استخدامها كترانزيت مرور وداعم رئيسي للمجموعات الجهادية في سوريا عبر تجنيد المقاتلين من هنا وهناك ، لاسقاط الاسد واشعال الفوضى، لكن التأثير النافذ للأوضاع الداخلية للبلدان العربية كان لإيران أكثر من تركيا ، حيث تراجعت تركيا كلاعب في المنطقة إلى حد ما بعد تدخلاتها المتتالية في الشؤون العربية، لكنها لاتزال لاعبا رئيسيا، حيث  ووُجهت بقوة من انظمة عربية سعت لتحجيم قوة وتأثير اللاعب التركي ، فكان لزاما مشاركة لاعب جديد يملك النفاذ والتأثير القوي داخل اراضي المنطقة العربية فكانت ايران .

تدخل القاعدة في مصر:

برز في الهجوم الذي شنه زعيم تنظيم القاعدة ايمن الظواهري على النظام الحاكم في مصر ن ودعم المجموعات الجهادية في سيناء، وغزة من أجل محاولة التأثير على الداخل المصري ، واستهداف قوات الشرطة والجيش .

مخاوف إسرائيلية ودعم مصر

أكد ستيفين كوك، أحد أعضاء الكونجرس الأمريكي، في مناقشة بالكونجرس الأمريكي حول تأثير الإرهاب في مصر على أمن الولايات المتحدة الأمريكية، أن إسرائيل أعربت عن مخاوفها من اضطراب الأوضاع الأمنية في مصر وخصوصًا في سيناء.
وأوضح العضو أنه يجب الوقوف بجانب مصر في الوقت الحالي لمكافحة الإرهاب، وتابع كوك "هناك مخاوف من الجانب الأمريكي ببلد بحجم مصر يسكنه 90 مليون نسمة أن يتعرض لهذه الأحداث الإرهابية"، مشددًا على أن الجماعات الإرهابية أصبحت تهدد قناة السويس بشكل واضح.

وتحدّث كوك عن أن وقف وتقليص المساعدات العسكرية لمصر لا يساعد على جعل مصر أكثر استقرارًا وديمقراطية، موضحًا أن الولايات المتحدة منفتحة في التعامل مع أي حكومة يختارها الشعب المصري بإرادته الحقيقية. الموقف ليس سهلا في مصر.
من جانبه، أكد توماس جويسلن، عضو بالكونجرس الأمريكي، أنه توجد تهديدات كبيرة في مصر تؤثر على المسار السياسي، موضحًا أن ما يجري في سيناء أمر خطير على أمن إسرائيل، مشيرًا إلى أن مصر في مرحلة التحوّل الديمقراطي، ويجب على الحكومة أن تستوعب الشباب والقوى السياسية التي تم إقصاؤها من المشهد السياسي.

وأوضح هوجانز، عضو آخر بالكونجرس، أنه يجب مساندة الجيش المصري في مكافحة الإرهاب، منوهًا بأنه يجب تقديم الدعم للجيش المصري وأن يكون هناك تعاونًا أمنيًا بين مصر وإسرائيل حتى لو أخذ التعاون شكلاً عسكريًا بين مصر وإسرائيل، مؤكدًا أن الأمر ليس بالسهل ويحتاج إلى تعاون بين مصر وإسرائيل على الجانب العسكري. وأكد أن "استبعاد الإخوان من المشهد السياسي قرار خاطئ من الحكومة المصري"، موضحًا أن الإرهاب في أي دولة وليدة الديمقراطية يستغرق وقتأ طويلا في مواجهته.
وتأكيدات بيتر كينج، على أن أيمن الظواهري زعيم القاعدة، أعلن في أغسطس الماضي، عن تكثيف لعمليات القاعدة في مصر، وطالب الولايات المتحدة بمحاربته.

ملامح مشروع "الشرق الاوسط"

-         تقسيم  السودان شمال وجنوب 
-         ليبيا حيث انتشار الاسلحة والمجموعات الجهادية وتم تقسيمها بالفعل الى فيدراليات ثلاث في الشرق والجنوب والشمال
 -       اليمن  6 اقاليم ويدور الان الجدل والخلاف في الداخل حول طرح الرئيس هادي منصور لفكرة التقسيم.
 -      العراق .... سنة وشيعة وأكراد
 -         سوريا فى الطريق شمال وجنوب ويمكن وسط
 -         محاولة التوصل إلى تسوية بشأن القضية الفلسطينية.
 -         دور الأنظمة الأخرى في المنطقة:
 لا يمكن فصل الانظمة الاخرى في المنطقة عن المساعدة في استكمال مخطط الشرق الاوسط الكبير ومحاولة كبح جماح الجماعات الارهابية في بلدانها ، لكن في النهاية يبقى التعاون والتكامل بين الدول هو النقطة الرئيسية المحورية.

ليست هناك تعليقات: