23 ديسمبر 2013

”الجزيرة” المصرية .. في مواجهة ”إخوان قطر”




”الجزيرة” المصرية .. في مواجهة ”إخوان قطر”


مع اشتداد الصراع السياسي بين جماعة الإخوان المسلمين والسلطة في مصر، وظهور بوادر لتوتر الأجواء بين الجانبين مع قرب نهاية عام وبداية عام جديد، تقف السلطة في مصر موقف المحاصر من جميع الجهات الأربعة، من الشرق حيث حركة "حماس" وإسرائيل، ومن الغرب حيث إخوان وجهادي ليبيا، ومن الجنوب السوداني حيث عمر البشير المحسوب على الجماعة ، ومن الشمال حيث تركيا التي تتربص بالموانئ والمطارات المصرية، حتى أصبحت مصر كشبه "جزيرة" محاطة من كافة الاتجاهات بالإخوان المسلمين:


فمن الجانب الغربي يظهر الدعم القطري والتركي والغربي لإخوان ليبيا ، وجهادييها ، حيث شارف الجيش الليبي على الانهيار الكبير ، من خلال تصفية ابرز قيادات وعناصر الجيش الليبي ، من خلال مجموعات جهادية منتشرة في معظم الاراضي اليبية وتنال الدعم الغربي والقطري الكبير، بخلاف العروض التركية لتدريب الجيش الليبي والدعم اللامحدود لإخوان ليبيا من الخارج.


ومن الجانب الشرقي تقف حركة "حماس" المدعومة من قطر وتركيا في مواجهة وتهديد النظام المصري، من خلال تلقيها للدعم من الخارج وإمساكها بزمام مجموعات جهادية تحركها نحو الحدود المصرية لخلق بيئة متوترة على الحدود ولانهاك الجيش المصري والشرطة وشغلهم على الحدود بعيدا عما يجري في الداخل من تحركات لجماعة الاخوان المسلمين عبر المظاهرات وعمليات العنف القائمة.

ومن الجنوب يواصل المجتمع الدولي ضغوطه وتأثيراته على الرئيس السوداني عمر البشير، أحيانا بالعصا ومرة أخرى بالجزرة من أجل توجيه الخرطوم نحو تحقيق الأهداف الأمريكية في تهديد الحدود الجنوبية لمصر، من خلال إغراءات وصفقات قدمت للبشير، تتعلق بالدعم والاستثمارات الأمريكية والغربية في السودان، وإيقاف مطاردات المحكمة الجنائية الدولية له (سيف تهديد على رقبة البشير) وتهديده بالمحاكمة الدولية، وإسقاط سلطته، وتخيير البشير بين الاستمرار في السلطة أو تنفيذ المطالب الغربية.

كما برزت قضية ملتهبة جديدة في جنوب السودان واستخدامها كورقة ضغط على النظامين المصري والسوداني ، إعلاميا وسياسيا وعلى الارض .ومن الشمال تبرز تركيا كلاعب رئيسي في تهديد مصر عبر دعم الأطراف سابقة الذكر، بخلاف عمليات التهريب المستمرة للأسلحة وأزياء الجيش، والدعم الإعلامي المتواصل، وتهديد الحدود عبر الموانئ البحرية والجوية، ومحاولة التأثير على القرار والنظام المصري.

ولا يقف التهديد الإخواني على الحدود بل يمتد ليهدد الداخل المصري أيضًا من خلال استمرار التظاهرات المنهكة للدولة من قبل الجماعة وأنصارها الذين يصرون على مواصلة التظاهرات والعنف والشغب متجاهلين تداعيات سلوكهم السياسي على معاناة المواطنين.

ليست هناك تعليقات: