فمع بدء الشعوب العربية مرحلة
ثورية جديدة وباستيقاظ وثورة حقيقية بدأت ترتسم ملامحها في سوريا منذ شهور، ومصر في
الفترة الاخيرة .. بدأت القوى الدولية ومعهم الاصدقاء العرب في التفكير الجدي في القضاء
على الثورتين السورية والمصرية حتى لا تنتقل وبأسرع وقت ممكن ودون وجود وقت للانتظار
.. لذلك وجدنا التسرع الدولي في توجيه ضربة لسوريا .. رغم استخدام الاسد للغازات الكيماوية
والاسلحة المحرمة مئات المرات ( الكيماوية قدرت بأكثر من 60 مرة في اكثر من منطقة في
سوريا) ...
· سوريا ومصر
فيما يتعلق بسوريا تهدف القوى
الدولية إلى تحقيق هدفين:
- القضاء على الاسد، والقيادات الامنية والعسكرية التي احترقت
ورقتها مع الابقاء على جسم الدولة العميقة (التي ساهمت إسرائيل وأمريكا في بنائها عبر
سنوات) وتصعيد خط مخابراتي وامني وعسكري جديد ليحل محل المحترق ورقته .
- القضاء على الثورة عبر استهداف قيادات ورؤوس الجماعات السلفية
الجهادية والجماعات المسلحة باستثناء "الجيش الحر" الذي ربما سيشارك في العمليات
ضد الاسد ، وبعض الجماعات المسلحة التابعة لامراء الحروب واجهزة الامن العربية والاجنبية
التي ستكون "صحوات" في الفترة المقبلة بعد انقضاء الضربات العسكرية.
تواجه القوى الدولية مأزقين
فيما يتعلق بالنقتطين الماضيين :
- كيف سيتم القضاء على القوى الامنية والعسكرية التي استنفذت
دورها واحترقت ورقتها في الوقت الذي ظلت تلك القوى تصارع لعدة اعوام على كبح جماح الثوار
والجماعات الجهادية وأوقفت أي حل سياسي قد يلوح في الافق ؟!
- كيف ستتخلص القوى الدولية من هذا الكم والخزان البشري من
الجماعات الجهادية والمسلحة التي تقدر بمئات الالاف وموزعين على مناطق شاسعة ومتفرقين
.... ؟!
- على الارجح ستتم عمليات عسكرية سريعة كما يقول اوباما للقضاء
على الاسد والقيادات العسكرية والامنية (الدائرة الضيقة المحيطة بالاسد) وهذه لن تأخذ
وقتا كبيرا في الغالب ، وكمرحلة ثانية سيتم استهداف مقرات وقيادات الجماعات الجهادية
والثورية (الرؤوس) ، وبعدها تنتهي العمليات لتبدأ مرحلة جديدة .
- المرحلة التالية ستكون للطائرات البريجيداتور والدارونات
( طائرات بلا طيار) سيتم استخدامه من قاعدتي انجرليك و كارما في تركيا والادرن بالاضافة
إلى استخدام الصحوات والجماعات المسلحة الموالية لتجار وامراء الحروب والجماعات المرتبطة
باجهزة امنية عربية واجنبية .
خلاصة القول ان المخطط الامريكي
الغربي في سوريا يتشابه كثيرا مع مخطط الذي تم في العراق والتخلص من القيادات والجماعات
الجهادية فيما بعد .
- مصر :
في مصر يجري الآن على يد السيسي
والدائرة المحيطة به من قيادات العسكر والداخلية والمخابرات التخلص من قيادات الثورة
المصرية ورؤوسها والقضاء او منع اي تحركات ثورية او مظاهرات حاشدة في الشارع .
يحاول العسكر تطبيق خطة التخلص
النهائي من القيادات الاسلامية والثورية والتصفية أو مجرد الابقاء على الاعتقالات والسجن
لمدد طويلة .. ولكن في نهاية المطاف نحن مقبلين في مصر على خطة تصفيات واغتيالات
.. وقانا الله شر الفتن والمحن – لكننها في الغالب بت***ر الخارج او الداخل .. لكن
في الغلب نحن مقبلين على خطة تصفيات قادمة :
السؤال المحوري في مصر والذي
يدور في مخيلة الانقلابيين والعسكر هو : كيف نقضي على زخم الثورة ؟
الاجابة في نقطتين :
- منع خروج المسيرات (وهذا مستحيل لا بقانون ولا بغير قانون )
لان الثوار والجماهير لن تتوقف
أبدا عن الخروج في الشوارع حتى لو تعلم جيدا ان النهاية ستكون حياتها .
اذن لا يوجد غير قانون الدماء
، القتل ثم القتل حتى نصل الى السيناريو السوري المتوقع في مصر .
- النقطة الثانية التي نفذها الانقلابيون في طريقهم لقتل الثورة
المصرية: هي اعتقال القيادات الإسلامية والثورية وربما تصفية البعض تمهيدا للقضاء التام
عل الثورة المصرية ....
هنالك تفكير ومحاولة لجس نبض
الشارع في حالة تصفية قيادات إسلامية برزت في خروج شائعات حول وفاة المرشد العام للجماعة
ومحاولة جس نبض الشارع والمتظاهرين !!
- السفير الامريكي الجديد والسيناريو السوري في مصر :
يحضرني هنا دراسة حديثة حول
السفير الامريكي الجديد روبرت ستيفان فورد :
بعنوان
دراسة خطيرة: السفير الأمريكى
الجديد تورط فى إثارة الفتنة الطائفية فى مصر - الوطن المصرية ...
الرابط لا يظهر
وفي العموم هذا السفير الجديد
فورد معروف بأنه خبير في تشكيل الكتائب الجهادية المسلحة و استاذ الفوضى الخلاقة والتوترات
العرقية والطائفية ومن خلفيات السفير تدرك النوايا الامريكية لتعيين هذا السفير في
القاهرة .
فالهدف النهائي هو القضاء على
الثورة والزخم الثوري في مصر والذي بدات الجماهير تصحو وتدرك وتعي الحقائق الغائبة
فالمخطط هو تشكيل الكتائب المسلحة للصدام مع الجيش والشرطة بسرعة حتى يتم القضاء على
السلمية سريعا والتي ساهمت بشكل كبير في احراج العسكر والشرطة وايقاعهم في ورطة كبيرة
اضطروا على اثرها الى طرح فكرة وقف المظاهرات لعامين او وقف المظاهرات ل3 شهور او ربما
تصفية الثوار والقيادات الاسلامية والثورية في الفترة القادمة (لا قدر الله ) ولكن
هذا السيناريو تكلفته باهظة جدا .
خلاصة القول ان السفير الامريكي
الجديد يحمل في خلفياته المخطط القادم وهو قتل السلمية والقضاء عليها تماما ، ولن يكون
هناك خطة قوية للايقاع بين الجيش والشرطة من جانب والشعب والثوار من جانب آخر غير خطة
الاغتيالات والتصفيات ( الورقة الاخيرة ) سواء للثوار او للقيادات الاسلامية والثورية،
التي ستسبب في غضب عارم لن يمكن السيطرة عليه في الوقت الذي سيشارك السفير الجديد
(لو تم اعتماده) في تشكيل الكتائب الجهادية المقاتلة للصدام مع الجيش والشرطة وتدمير
الزخم الثوري السلمي ....
هناك الكثير ممن يريدون ان يحافظ
على الزخم الثوري السلمي .. ولكن البعض الاخر يتمنى السيناريو السوري ويتسائل: حتى
متى سنظل نحافظ على السلمية ونقتل من الوريد إلى الوريد كما حدث في رابعة والنهضة وهل
السلمية ستقضي على الدولة العميقة ....
- من يريد ان يحافظ على الزخم الثوري له مبرره وله اسبابه المقنعة
جدا وهي الضغط ثم الضغط ثم الضغط الذي يولد على اثره ضغوط أخرى من القيادات العسكرية
المحيطة على القيادة الموجودة تمهيدا لازالتها او ربما تصفيتها واخراجها من ساحة الصراع ....
- لكن البعض الآخر يجد مشكلته ليست في قيادة عسكرية او مخابراتية
او امنية ( السيسي أو الدائرة المحيطة) وإنما مشكلته في دولة عميقة ومتجذرة ، ظلت القوى
الدولية ( امريكا والغرب ) تبني فيها وتنمي لسنوات وسنوات ولن تتخلى عنها بسهولة تماما
مثل سوريا، لذلك فإن وجهة النظر الاخرى ترى في السيناريو السوري نجاعة في القضاء على
الدولة العميقة، وتطهير الفساد ولهم مبررهم ايضا ......
خلاصة القول ان القوى الدولية
ستسعى في النهاية إلى لبناء ما يسمى "نظام مصري جديد" ، على غرار سوريا وعلى
غرار مخطط الشرق الاوسط الجديد ، واعادة تشكيل المنطقة وفقا للرؤية الامريكية الغربية،
وليست وفقا لثقافة الشعوب وهنا يأتي الصراع ............
- المرحلة القادمة في مصر تبرز ملامحها في مزيد من الدماء في
الشوارع دماء دماء دماء إلى ان يحدث أحد امرين :
- التخلص من السيسي أو الدائرة الضيقة المحيطة وخداع الجماهير
والثورة بانتهاء الانقلاب ووعود بانتخابات برلمانية ورئاسية جديدة ونعود من جديد إلى
نقطة 25 يناير و 11 ابريل التي حذر منها الشيخ حازم ابو اسماعيل من ترك الميادين وعدم
اكتمال الثورة وعدم تطهير الفساد والدولة العميقة .....
- او السيناريو السوري وحرق البلد كلها .... لا قدر الله
السيناريو القادم في مصر ربما
سيكون صراعا بين اجنحة الحكم الذي ربما بدأ في الظهور .. صراع بين قيادات لا ترغب في
التحول للسيناريو السوري وتريد إنهاء الازمة المصرية بأقل الخسائر وبين آخرين مرتبطين
بالاجندة الامريكية والغربية والاٍسرائيلية وهي حرق مصر والقضاء على زخم الثورة وخلق
"نظام مصري جديد" ضعيف يخلو من أي قوة عسكرية تهدد المنطقة والجيران ( اسرائيل) ........
من ينفذ مخطط تفكيك مؤسسات الدولة
؟
قيادات عسكرية وامنية نفسها
داخل الجيش والشرطة تسعى لتفكيك تلك المؤسسات بالتعاون مع الاجندة الغربية والامريكية
، وطبعا مع قدوم واعتماد السفير الامريكي الجديد فإن المخطط يكون قد اكتملت اركانه
ولا يحتاج إلا الى التنفيذ .......
قيادات الجيش والشرطة والمنظومة
الإسرائيلية الحاكمة سيلجاوون إلى ازكاء وإشعال الصراع بدرجة كبيرة عبر ما تحدثت عنه
في العغناون وسابقا هو مخطط تصفية القيادات الإسلامية والثورية من أجل اشعال الغضب
بين الثوزار والتيارات الاسلامية والاخوان تحديدا من اجل الوصول الى تخلي سريع للثوار
عن السلمية التي احرجت قيادات الجيش والشرطة واصبحوا في مازق بين ان يستمروا في القتل
الذي سيورطهم ويكسب التيار الاسلامي شعبية أكثرلا وبين ان يتوقفوا عن القتل والدماء
ويظل الاحراج و الكشف عن حقيقتهم وتوعية الجماهير واستقطابها في الشارع قائما وهم الان
في حيرة فأصبح الحل هو اللجوء إلى خطة القاعدة والتسليح :
خلال الايام الماضية ظهرت اكثر
من 5 بيانات لمنظمات جهادية تدعو لحمل السلاح ضد الجيش المصري والشرطة والامن والدول
العميقة.....
- مطالبة الظواهري للاخوان بتطبيق معركة المصحف التي تحدث عنها
القائد حسن البنا
- بيان وفيديو من اياد القنيبي يدعو لمواجهة الدولة الميقة
بالسلاح .
- بيان من قيادي في قاعدة اليمن ( شبه الجزيرة ) يدعو لتطبيق
شرع الله .
- بين من السلفية الجهادية في سيناء يدعو لقتلا الجيش .
- بيان من دولة القاعدة في العراق والشام المشاركة في القتال
ضد النظام السوري ..
بيانات القاعدة والتيارات الاسلامية
السابقة بينها من هو رد فعل طبيعي ومنها ما هو امني ومخابراتي بالضرورة ..
وبين هذا وذاك يبرز امامنا السفير
الامريكي في مصر الذي سيتم اعتماده خلال الايام القادمة، روبرت فورد، وهو الاكثر وضوحا
وفق خلفياته التي تكشف ما في رأس الادارة الامريكية وما تخفيه لنا في الايام المقبلة
..

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق