الخط الأحمر فيما يتعلق بدول الخليج العربي والأحواز والمد الشيعي في مصر، مروراً
بسوريا وانتهاء بالرفض الشعبي، ليست هذه فقط هي البنود التي تقف عقبة في علاقات
مصر وإيران بل إن الامر يتجاوز ذلك بالنظر إلى البعد الدولي والإقليمي، وعلاقات
مصر القوية والماسة بالأطراف الدولية .
فالسؤال المحوري في هذا التوقيت: هل يمكن لمصر أن تخاطر بعلاقاتها الدولية
والإقليمية والخليجية في الوقت الحالي من أجل عيون إيران؟
لا أعتقد وليس من مصلحة مصر أن تخاطر بعلاقاتها الدولية والإقليمية
والخليجية في وقت تمر فيه البلاد بحالة من الفوضى الشاملة واقتصاد منهار، مما يحتم
على صانع القرار المصري أن ينظر بميزان العقل إلى المكاسب والخسائر التي يجنيها من
بإقامة علاقات مع إيران.
هل يمكن لمصر وهل تستطيع في هذه الفترة التي تمر بها البلاد وصعود رئيس
مصري من الجماعة الدينية الإخوان المسلمين، وترقب الأطراف الدولية ومراقبتها لكل
ما يجري في مصر؟ !
فهل من الممكن أن تعطي مصر ظهرها للأطراف الدولية والإقليمية والخليج،
وتخالف المجتمع الدولي بمواثيقه وقوانينه، وتضحي بكل ذلك من أجل إقامة علاقات
بإيران ؟
ربما تحتاج مصر إلى مساندة اقتصادية من كل دول العالم بما فيها إيران أيضا،
هناك بالفعل علاقات موجودة لكن الحديث عن (توطيد العلاقات) يحتاج إلى مراجعة
سياسية كبيرة وبحث .
لاشك ان إيران وتركيا ومصر يمثلان أضلاع قوى أساسية في الشرق الاوسط، ولكن
تبقى التحالفات الدولية والإقليمية أكثر تأثيرا وتوجيها لدفة الامور في مصر، وتبقى
تركيا النموذج الامثل، وخاصة خلال المراحل الانتقالية التي تحتاج فيها مصر إلى
تضافر ومساعدة كل الأطراف الدولية لقيام كيان اقتصادي للدولة.
بخلاف ذلك تبقى اسباب عدم إقامة علاقات والتي كان قد طرحها النظام السابق
(مبارك ) موجودة وبقوة مضافا إليها الواقع السوري، وأبعاد أخرى.
فلم تختفي أو تتقلص المخاوف من إقامة العلاقات الى الان : لازال التشيع هو
استراتيجية إيرانية للتمدد الدولي، لا يزال الاستيلاء على جزر الخليج قائمًا، لا
تزال التهديدات الإيرانية للسنة قائمة، لا تزال مخاوف الخليج قائمة لاتزال
التدخلات في شؤون الدول العربية قائمة ...... إلخ .
هذه المخاوف الموجودة يقابلها حاجة اقتصادية مصرية ملحة، لكن صانع القرار
المصري هو القادر وحده على تحديد الرؤية الكاملة وأهمية إعادة العلاقات وتبقى
الصورة غامضة أو غير واضحة فيما يتعلق برد الفعل المصري أو التوجه المصري تجاه إيران في الفترة القادمة.

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق