لاشك أن ما يجري على حدود مصر وغزة وإسرائيل الان هو محاولات من طرف كل من
حماس وإسرائيل ، فرض واقع جديد على المنطقة، وعلى الطرف الآخر، في ظل ما يجري من متغيرات
إقليمية وارهاصات صعود لاعب جديد على الساحة السياسة في مصر متمثلا في حزب الحرية
والعدالة الذراع السياسية لجماعة الاخوان المسلمين ورئيسها محمد مرسي.
بالنسبة لإسرائيل فإن لها ما يبرر مخاوفها في المنطقة من وجود تنسيق عال بين
حركات المقاومة الإسلامية في غزة (حماس ...) وجماعة الإخوان المسلمين في مصر ومخاوف تهريب
السلاح وعبور الارهابيين ... ، وهو ما تجلى في الاحداث الأخيرة والتفجير الذي وقع
على الحدود، وأودى بحياة جندي إسرائيلي، وأصاب العديد، لذلك حرصت إسرائيل منذ 11
فبراير 2011 ، يوم تنحي مبارك على التواجد بقوة والحشد العسكري على الحدود المصرية
ومراقبتها وترقب ما ستؤول إليه الأوضاع السياسية في المنطقة .
بخلاف ذلك حرصت إسرائيل على ان تقوم منذ اللحظات الاولى بفرض معادلة جديدة
على حماس والإخوان في مصر، عبر استباق الاحداث وإرسال رسالة إلى الإخوان المسلمين
في مصر، مفادها أن عليها الاختيار ما بين حماس أو أمن وحدود إسرائيل، كما كانت
رسالة إسرائيل موجهة أيضا إلى حماس ومحاولة تذكيرها بأن الارتكان إلى فوز الاخوان
في مصر هو مجرد أوهام ولعب بالنار.
وبالنسبة لحماس فيبدو أنها شعرت أو تهيأ لها أن اللحظة الحاسمة قد جائت
إليها وأن صعود رئيس ينتمي إلى حزب الإخوان المسلمين هو بمثابة مكسب جديد للقضية
الفلسطينية أو للمقاومة، شعرت حماس بزهو وظنت ان الاخوان في مصر ربما يكونوا "حائط
صلب" يمكن أن ترتكن إليه في مواجهتها لإسرائيل وربما حشد مصر في مواجهة
إسرائيل ؟ !! .
ولكن للأسف عاشت حماس و إسرائيل تصورات حول امكانية وجود تنسيق حمساوي مع الاخوان
في مصر، وعاشت حماس أيضا وهم وجود حائط وسند قوي لها في مصر، ولكن الحقيقة ان
الطرفان يعيشان أوهاما كبيرة في ظل وجود الجيش المصري في منتصف الطريق !!
فلا حماس ستجد الظهير والسند القوي لها في مصر في المستقبل، على
اعتبار ان الرئيس الإخواني القادم رئيس (منزوع الصلاحيات) !.
كما ان إسرائيل تخوفت (منذ رحيل مبارك
إلى الآن) من احتمال وجود تنسيق غزاوي - إخواني يمكن أن يضر بحدودها وامنها الجنوبي
فيما يتعلق بالتهريب والسلاح والارهاب ، وهو ما منحها مكاسب وامتيازات أمنية مرشحة
أكثر للصعود في المستقبل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق