7 أكتوبر 2008

الصحراء الجنوبية .. هل تتحول لمنطقة توحش للقاعدة ؟!

ليس هناك أدل واعجز من مقولة الرجل الثاني في تنظيم القاعدة أيمن الظواهري من أن الأمن المصري بات يعرف أسماء أفراد التنظيمات والجماعات الإسلامية أكثر مما يعرف أفرادها بعضهم بعضاً.

وهذه المقولة لم تهتز في رأيي ولا زال الأمن المصري على قوته، خاصة في النطاق الجغرافي الآهل بالسكان ، مثل الدلتا والوادي وبقية أنحاء الوجه القبلي بعيداً عن الصحراء، وحتى بعد حاثة اختطاف السياح الأوروبيين ومرافقيهم المصريين الذين تم تحريرهم في عملية أكثر من رائعة للقوات المصرية بالتعاون مع السودانيين في المنطقة الصحراوية الحدودية.

لكن بعد تلك الحادثة، لوحظ أن هناك فراغ أمني، وبرزت الحاجة الماسة إلى التواجد المكثف، في تلك المناطق الصحراوية ، خاصة عند نقطة الحدود مع السودان وليبيا ، ليس فقط في الجنوب بل في غرب وشرق مصر أيضا، بعد ما فتحت واقعة الاختطاف الأخيرة، أعين أفراد تنظيم القاعدة وربما جماعات أخرى، على أهمية هذه المنطقة، وإمكانية اتخاذها كمنطقة توحش ونقطة انطلاق للعمليات داخل مصر، والدول المجاورة، على غرار منطقة القبائل الباكستانية التي تأوي عناصر القاعدة والطالبان ، ومنطقة جبال حمرين في العراق التي يأوي إليها عناصر القاعدة ويصعب على العسكر والأمن السيطرة عليها.

وبعد ما تأكد أيضاً من استمرار معركة تنظيم القاعدة ، ليس فقط ضد الاحتلال وقواته ، وإنما امتد بحسب أكدته معظم شرائط التنظيم الاخيرة إلى الأصدقاء وما أسموه "العملاء والمرتدين".

وتزداد خطورة تلك المناطق الصحراوية، بعدما توقع الكاتب الأمريكي لورانس رايت صاحب كتاب "البرج المتهاوي: منظمة القاعدة والطريق إلي ١١ سبتمبر" أن يحاول قادةالقاعدة وعلى رأسهم أيمن الظواهري العودة إلي مصر للعمل علي قلب نظام الحكم، وهو ما وصفه "بحلم الرجل الثاني في منظمة القاعدة منذ الصغر"، وهنا نؤكد ان الظواهري أو أي قيادي من القاعدة لا يمكنهم المخاطرة بالإقامة في أي منطقة من المناطق الآهلة بالسكان والتي تقع تحت السيطرة الأمنية، حيث يسهل اعتقالهم والقبض عليهم.

ولكن تأتي المنطقة الصحراوية كمنطقة جاذبة ، خاصة أنها بعيدة عن السيطرة الأمنية ، كما أنها قريبة من مصادر السلاح مثل دارفور ، وربما تجد تلك العناصر مصادر حماية قبلية في تلك المناطق، أو عناصر إجرامية تأويها.

ولا يخفى علينا ما كان قد حذر منه محامي الإسلاميين في مصر منتصر الزيات ، إبان أزمة السياح ، من إمكانية تورط تنظيم القاعدة في عملية خطف السياح، إذ قال : "لا يمكن أن نتجاهل تهديدات القاعدة بل لا بد أن نتعامل بأنها ممكنة الحدوث".

وأضاف محامي الإسلاميين: "كل الاحتمالات ممكن، فهناك محمد الحكايمة (من أسوان) وهو كان منتمياً إلى الجماعة الإسلامية قبل أن ينشق عنها وينضم إلى تنظيم القاعدة، والحكايمة خبير بمدينة أسوان ودروبها ويعلم الطرق المؤدية إلى السودان، وكل هذا يفتح الباب أمام إمكان تورط عناصر للقاعدة أو مؤيدين لأفكارها في الحادثة".

كما لا يمكننا تجاهل ما ذهب إليه أسامة رشدي قيادي الجماعة الإسلامية المسئول الإعلامي وعضو مجلس شورى الجماعة السابق والمقيم في لندن على موقعه الإلكتروني "جبهة إنقاذ مصر من أن عملية اختطاف السياح الأجانب في مصر تتشابه إلى حد كبير مع عملية اختطاف سائحين نمساويين في مارس الماضي ، في إشارة واضحة إلى تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي الذي يمكنه دخول الحدود والقيام بعملية اختطاف جديدة أو حتى عمليات أخرى (..) والعودة لقواعده في الصحراء بدون أن يشعر أحد في مصر.

وقال رشدي : "طبقا لعمليات مشابهة (لقاعدة المغرب) جرت في الفترة الأخيرة يرجح أن الرهائن يمكن أن يكونوا عبروا إلى صحراء النيجر عبر تشاد".

ومن هنا برزت الحاجة إلى التحرك وسرعة تدارك الموقف في تلك المناطق الحدودية ، قبل أن نستيقظ على مناطق توحش جديدة يصعب السيطرة عليها.


المقاومة اليوم

ليست هناك تعليقات: