هل بن لادن عميل الاستخبارات الامريكية؟ هل هو عميل للموساد الاسرائيلي؟ بالطبع لا ، ليس كذلك. بل يمكنني الجزم بصدق نيته فعلا في مواجهته لامريكا واسرائيل. واجزم كذلك انه قام بما قام به من اعمال باعتقاد خالص انه يخدم امته ودينه.ولكن حسن نية الشخص شئ ، ونتيجة اعماله شئ اخر. وصدق الاعتقاد ليس مؤهلا وحيدا كافيا لان يتولى شخص ما امور لا يعرف عواقبها ونتائجها على نفسه وامته. ليس بالضرورة ان يكون شخص ما عميلا لأي جهاز مخابرات دولة ما حتى يفيد هذا الجهاز او هذه الدولة ، فقد يكون في نشاطات هذا الشخص توازيا في المصالح مع مصالح هذه الدولة او تلك بدون ان يكون هناك اصلا تعاون.
والمثل الاوضح للعيان هو الجهاد الاسلامي ضد الغزو السوفيتي لافغانستان ، حيث كان بن لادن وبقية المجاهدين العرب يحاربون نفس العدو الذي كانت تحاربه المخابرات الامريكية.
ونجح الجهاد الاسلامي حينذاك في تحقيق افضل نتيجة لامريكا وهي تحويل افغانستان الى فيتنام روسية ادت في الاخير الى انهيار الاتحاد السوفيتي بالكامل.
في نشاطات ابن لادن والمنظمات الاصولية الاسلامية في التسعينات نوع اخر من توازي المصالح واتفاقها مع اهداف الموساد الاسرائيلي ونشاطها. وهنا دعوني اشرح لكم المصالح والاهداف الاسرائيلية:
خلق حالة من المواجهة والعداء بين المسلمين وبقية العالم وخصوصا اميركا والغرب. والصيغة المثلى لهذا العداء هو العداء الايدلوجي الحضاري، حيث تدوم مدته وتتضائل فرص تسويته وحله. ليس هناك اسوأ من حرب دينية او ايدلوجية يسعى كل طرف فيها الى تصفية الاخر نهائيا.
ويمكن الامعان في فكرة تغذية العداء والحرب بين الاسلام والمسيحية حصريا لنعرف من المستفيد من هذه المواجهه. فبالطبع الصهيونية هي المستفيده والمحرضة لهذه التغذية المشعلة للمواجهه بين المسلمين والمسيحيين. وقد نجح بن لادن وغوغائية الحركات الاصولية الاسلامية في هذه المهمة الصهيونية على اكمل وجه.
اخلص الى ان بن لادن ليس عميلا للموساد بارادته ومعرفته ، ولكن الموساد عرفت كيف تستفيد منه وتسيره بطريقة او باخرى. فمن المعروف ان تجنيد افراد القاعدة كان مفتوحا لمن يصل مطار بيشاور بهيئة مجاهد في سبيل الله.
وبالطبع ليس صعبا على اجهزة مخابرات محترفة وقوية مثل الموساد ان تدخل عناصرها ضمن هذه المجموعات، ومن ثم تأخذ طريقها لان تصل مراكز قيادية متقدمة لتخدم اهداف الموساد سواء عن طريق معرفة نشاط القاعدة او حتى التأثير في سياستها ونشاطاتها.
هذا التحليل يؤدي الى ان عملية 11 سبتمبر التي قام بها افراد معظمهم سعوديين كانت عملية مخترقة ومدعومة من قبل الموساد الاسرائيلي لتحقيق الهدفين السابق ذكرهما وهو ماحصل. مثل هذه العملية لايمكن ان تتم بدون تسهيلات وتعمية جهاز مخابرات محترف. وقد قامت الموساد بتحذير نظيرتها الامريكية منها عبر معلومات عمومية لابراء الذمة فقط.
موقع السعودي / عبدالله الشهراني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق