12 مايو 2008

الكرة الآن في الملعب ........ المصري ؟!!

عندما شاهدت اللواء عمر سليمان رئيس المخابرات المصرية وهو يقف أمام وزير الحرب الإسرائيلي إيهود باراك ويسلم عليه بكل قوة وحرارة ، تذكرت الرئيس الراحل محمد أنور السادات، لا أدري ما الذي جعلني أذكر الزعيم الكبير، لكنه ربما موضوع زيارته المشابهة إلى إسرائيل.

لكني تذكرت أيضاً مقولة كان قد قالها الراحل ، وعرضت في فيلم "أيام السادات" عندما كان يخاطب "الحلاق" الخاص به وقال له : "لو فوجئت إن المحل بتاعك سرق وكل الكراسي التي به ضاعت، هتعمل أيه ، طيب لو جالك شخص، وقالك في كرسي من بتوعك موجود تاخده ولا تقول لا لازم الكراسي كلها ؟! " ، فرد عليه الحلاق وقال له : " أخده سيادتك " فرد عليه السادات قائلاً : "للأسف العرب مش عايزين يفهموا وبكرة مسيرهم يفهموا".

خلاصة القول أن هذه المقولة كان يقصد بها السادات أنه استطاع أن يحرر جانب من الأرض المحتلة، جزء منها ولم يحرر كل الأرض فهل يقبل العرب بالجزء مؤقتاً أم يقولوا "لا لازم الكل على بعضه لا بلاش"، بالطبع الإجابة أن عليهم القبول بالجزء أولاً ومن ثم إذا تيسر الوصول للباقي فيما بعد "أوك" .

وهذا ما ينطبق على الجانب الآخر، وهو الاحتلال الإسرائيلي ، الذي لا يريد قبول الهدنة أو التهدئة وهي فرصة من السماء لن تتكرر لصالح الاحتلال الإسرائيلي "الغبي المتعجرف" الذي يماطل ويحاول كسب الوقت وإضاعته ، وهو معروف أنه لا يعرف السلام ولا يمكن التعويل عليه ، لأن الواضح بما لا يدع مجالا للشك أن الاحتلال لا يريد تهدئة ولا يريد سلام وهو فقط يضيع الوقت.

فبدلاً من أن يقبل مكسباً جزئياً (كما قال الرئيس الراحل أنور السادات : كرسي في محل الحلاقة)، في المقابل يريد كل الحلول أن تتحقق في وقت واحد، يطالب بحلول سحرية صعبة المنال في وقت وجيز، تماماً مثل الأطفال الصغار.

وبدلاً من أن يعلن أنه قبل التهدئة مع الفصائل ليترتب عليها فك الحصار وفتح المعابر وإعطاء الأمل للفلسطينيين في الحياة ، وفي المقابل توقف الصواريخ الفلسطينية الهابطة على رؤوس الإسرائيليين ، في المقابل يضع العقدة في المنشار ، ويعود لنغمته القديمة "ملف تهريب السلاح" و"وقف إطلاق الصواريخ".

أما التهريب فقد بذلت مصر جهوداً كبيرة باعتراف المسئولين الإسرائيليين أنفسهم في منع والتضييق على المهربين والمتسلليين ، أما على الجانب الفلسطيني فحماس وكافة الفصائل لا يمكنها أن ترفض أي أسلحة تأتيها من الخارج ، فهذه مقاومة مشروعة تكفلها كافة المواثيق الدولية، وهي دفاع عن النفس في مواجهة الآلة الإسرائيلية الجهنمية ؟؟!.

خلاصة القول أن الكرة الآن في الملعب المصري في فتح المعابر وفك الحصار ، ومن قبل كنا نعول على الطرف الإسرائيلي ونقول أن الكرة في ملعبه ، في قبول التهدئة الجادة من قبل الفصائل والتي تمثل فرصة لا يمكن أن تتكرر، لكنه أظهر أنه جثة هامدة، لا يفكر إلا في كسب الوقت لإنهاء الاحتفال بالنكبة أو احتلال فلسطين (منذ 60 عاماً ) ، وزيارة الرئيس بوش القريبة للمنطقة ، فهو مضطر إلى كسب وقت ، ومن ثم سيواصل بعد ذلك عدوانه الغاشم على الشعب الفلسطيني، خاصة أهلنا في قطاع غزة .

وليشهد الرئيس الأمريكي جورج بوش على ذلك أن يد السلام امتدت إلى الجانب الإسرائيلي لكنه قطعها وبادر إلى إفساد الهدنة، ولذلك فلا مناص من حدوث ردود فعل غير مسئولة تضرب بعرض الحائط كافة الاتفاقات الموقعة.

ولتعرف المقاومة الفلسطينية أن الحل الأخير ليس في السياسة وليس في التهدئة، وإنما في المقاومة نعم المقاومة هي لغة الخطاب الذي يجب ان يتم التعامل بها مع الاحتلال، الذي لا يعرف سوى الدم ، ولغته هي الدم وكل القرارت التي يريد اتخاذها يسبقها سفك للدماء فلتسفك دمائه حتى يعرف قيمة التهدئة وليعرف أن التهدئة التي جائته على طبق من حرير، ولم يقبلها كانت فرصة أخيرة له للحفاظ على كيانه ، وليدرك مدى غبائه وعجرفته.

ولتتأكد مصر والجانب المصري أن الاحتلال لا يقصد ولا يريد التهدئة ولا تهمه التهدئة ، إنما يهمه القتل والتدمير، فاليد الحنونة التي عرضت عليه السلام، قابلها بالتهديد بالتدمير والقتل والقيام بعمليات عسكرية في القطاع ، رداً على الصواريخ، التي ستتوقف بدورها بضغطة زر أو بمجرد الموافقة على اقتراح التهدئة.

وفي النهاية فإن الجانب المصري بات هو الذي ينتظره الجميع والكرة باتت الآن في ملعبه، لأنه لا أمل في الأطراف الأخرى ، فلتفتح المعابر وليفك الحصار، ولتذهب إسرائيل إلى الجحيم (fuck Israel ).

خاص

ليست هناك تعليقات: