25 أبريل 2008

بيان من جماعة الاعتصام بالكتاب والسنة حول أحداث الصومال

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله وكفى، وبه المستغاث وإليه المشتكى، والصلاة والسلام على رسوله المصطفى.

تعرض الصومال في الآونة الأخيرة لأحداث مؤلمة طالت جميع فئات المجتمع، بعضها من ثمار الاحتلال الحبشي المرة مثل الإبادة الجماعية، وذبح الأبرياء، وأسر بعضهم، وتشريد المواطنين، وحرق منازلهم ، والاعتداء على المساجد والمدارس الشرعية، واستهداف العلماء وطلبة العلم بصفة خاصة ما يدل على العداء الدفين الذي تكنه الحبشة للشعب الصومالي المسلم.

وتجري هذه الأعمال الوحشية في حق شعبنا بمباركة مما يسمى بالأسرة الدولية علاوة على إضفاء الشرعية عليها وتبريرها بل ودعمها ماديا ومعنويا من قبل أمريكا صاحبة المصلحة في احتلاال الصومال، إضافة إلى تعتيم إعلامي متعمد للتستر على التطهير العرقي الذي تمارسة الحبشة ضد شعبنا الأعزل والعبث بمقدساته وطمس هويته الدينية. واستحكمت حلقات هذا العدوان على الشعب الصومالي بعدما خذلته أكثر الحكومات العربية والإسلامية وسكتت على ما يتعرض له من إبادة جماعية.

وبعض هذه الأحداث التي يئن منها شعبنا هي مصائب أخرى ألمت به من مثل الجفاف، وغلاء الأسعار، والخلل الأمني، ما أدى مجتمعنا إلى إصابة اقتصاده في مقتل ، وأصاب حياة المجتمع المنكوب بالشلل.

ثم إننا أولا: نقدم تعازينا للشعب الصومالي والأمة الإسلامية جمعاء على مصابهم في إخوانهم الذين أبادتهم القوات الإثيوبية في مقديشو خاصة من ذبحتهم في مسجد الهداية وفي مقدمتهم الشيخ عبد الله محمود عيسى والشيخ سعيد يحيى الذين كانا من أركان الدعوة الإسلامية في الصومال، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يتقبلهم جميعا شهداء، كما نسأله لأهاليهم وذويهم الصبر والسلوان.

وثانيا: نقدم هذا النداء للشعب الصومالي والعالم أجمع مساهمة منا في توضيح حجم الأزمة، وكشف الحقيقة، والتخفيف من معاناة شعبنا المنكوب:

1. ندين التصرفات الوحشية وجرائم الحرب التي ترتكبها الحبشة في حق شعبنا، وندعوها إلى إيقاف كافة الاعتداآت التي تمارسها ضد شعبنا، والإفراج عن جميع من اعتقلتهم من الدعاة وطلبة العلم وغيرهم، والخروج من الصومال فورا.

2. وندعو شعبنا إلى الصبر على ما يلاقونه من الظلم والاضطهاد بأيدي الاحتلال الحبشي؛ لأن الفرج - بإذن الله- قريب، وندعوهم إلى أن يوحدوا صفوفهم؛ لمواجهة أعدائهم الذين لا يرقبون فيهم إلا ولا ذمة .

3. وندعو العالم إلى وقف العدوان الحبشي على الشعب الصومالي الأعزل ، وإجبارالحبشة على الخروج من الأراضي الصومالية التي استولت عليها ظلما وعدوانا، ومحاسبتها على ما ارتكبته من جرائم في حق المواطنين الأبرياء.


4. ندعو الحكومات التي تدير الأراضي الصومالية والتجار الذين يطبعون العملة الصومالية المزورة أو يستوردونها من الخارج إلى وقف هذا الظلم الذي دمر اقتصاد المجتمع، ونشكر علماء مدينة بوصاصو على الجهود الجبارة التي بذلوها من أجل إيقاف طباعة العملة المزورة ومنع تدفقها على الأسواق، وندعو جميع العلماء إلى القيام بدورهم في حماية مصالح الأمة وحل مشكلاتها، كما نشكر التجار الذين تخلوا عن طباعة العملة المزورة وقبلوا نصيحة العلماء، ونسأل الله أن يتقبل توبتهم وأن يعوضهم خيرا، ونحث كل من يتلبس بظلم أن يحذو حذو هولاء التجار ويمتنع من التمادي في الغي.

5. العلماء صمام أمان لمجتمعاتهم، وهم القائمون لحفظ دين الأمة والساهرون للدفاع عن مصالحها، ولأهميتهم ودورهم في مجتمعاتهم يستهدفهم العدو أكثر من غيرهم؛ لهذا ندعو شعبنا أن يلتف حول علمائه، و أن يفديهم بالنفس والنفيس، كما ندعو العلماء إلى القيام بواجبهم تجاه أمتهم، وعدم التقاعس عنه.


6. وندعو شعبنا إلى التراحم فيما بينهم، وإغاثة إخوانهم الذين أصابتهم المجاعة، وشردهم العدو، كما ندعو إلى التوبة النصوح، وإقامة صلاة الاستسقاء، وأن يقوم العلماء بهذه المهمة في جميع أرجاء الوطن لعل الله أن يغيثنا ويرحم ضعفنا.

7. وندعو الحكومات التي تدير شؤون البلد ومن يتولون إدارة بعض المواني أن يلغو الضريبة عن المواد الضرورية في هذه الفترة الحرجة التي يمر بها الشعب؛ للتخفيف من مصابه ومعاناته.


8. وفي الختام ندعو الشعوب الإسلامية وحكومات العالم العربي والإسلامي إلى إغاثة إخوانهم المنكوبين الذين أصابتهم المجاعة، وأنهكهم العدو الحبشي.

اللجنة التنفيذية لجماعة الاعتصام بالكتاب والسنة
18/4/1429 – 24/4/200
خاص من الصومال

ليست هناك تعليقات: