 منذ أن قامت الثورة الإيرانية عام 1979م وهي تعمل جاهدة على تصدير الثورة إلى العالم العربي ونشر مذهب التشيع في المنطقة، غير أن اندلاع الحرب التي استمرت بينها وبين العراق مدة ثماني سنوات أضعفها كثيراً، إضافة إلى أنه كانت هناك احتياطات عربية وتحريضات أمريكية كثيرة في المنطقة ضد إيران.
 منذ أن قامت الثورة الإيرانية عام 1979م وهي تعمل جاهدة على تصدير الثورة إلى العالم العربي ونشر مذهب التشيع في المنطقة، غير أن اندلاع الحرب التي استمرت بينها وبين العراق مدة ثماني سنوات أضعفها كثيراً، إضافة إلى أنه كانت هناك احتياطات عربية وتحريضات أمريكية كثيرة في المنطقة ضد إيران.ولكن بعد سقوط نظام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين واحتلال العراق، وسيطرة التنظيمات الشيعية السياسية والعسكرية على الأمور في العراق، جعل الظروف مواتية لإيران لكي تعيد الكرة مرة أخرى لتصدير الثورة ونشر التشيع.
ما تريده إيران ليس بالضرورة التشيع الآني، والشروع الفوري بلعن الصحابة من فوق المنابر، واللطم، والضرب بالسلاسل. ما تريده إيران هو مواطئ أقدام اجتماعية، تتسلل منها إلى قلب المجتمعات العربية، وربط مصالح الفرد العربي المنهك بالمصالح الإيرانية.
في ظل الرغبة الإيرانية في مد النفوذ الشيعي ليشمل دول المنطقة، بعدما تسبب التدخل الإيراني في العراق في إراقة المزيد من الدماء خاصة دماء العرب السنة، خرجت تحذيرات من دول عربية كثيرة من هذا المد الشيعي الإيراني لما يشكله من خطورة على الأمن القومي العربي. فالمد الإيراني ينقل منطقة الشرق الأوسط بأكملها في ظل المواجهة الإيرانية الأمريكية وكذلك الإسرائيلية إلى مستوى من التوتر وتهديد للاستقرار.
وإيران من جانبها تسعى لامتلاك أدوات تحقق لها مصالحها في المنطقة، كما أن دور إيران تجاوز منطقة الخليج إلى المنطقة العربية كلها، وأصبح لإيران تأثير في العراق ولبنان وفلسطين، مما أتاح لها الكثير من أوراق المساومة في إطار تعاونها مع القوى الدولية بخصوص ملفاتها الذاتية، الأمر الذي جعل دور بعض الدول العربية المحورية يتراجع، فضلاً عما يمثله صعود النفوذ الإيراني من تهديد لأمن المنطقة العربية، بالنظر لما أدى إليه تدخلها في العراق ولبنان من نتائج.
وهكذا فإن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة من التوتر، وإذا كانت سياسة الولايات المتحدة قد هيأت الأرضية فإن مجمل الحركة الإيرانية التي استفادت من ذلك تواصل السعي لامتلاك مزيد من أدوات السيطرة في إطار معركتها المقبلة مع واشنطن وتل أبيب.
سوريا كانت أول الأهداف
كان موقف النظام السوري ورئيسه السابق حافظ الأسد الداعم لإيران ضد العراق الشقيق، الذي وقف بجانب سوريا في حربها ضد إسرائيل عام 1973م أمراً غير مفهوم. واعتبرت العلاقات السورية الإيرانية أيامها وموقف سوريا الداعم لإيران بأنه تحالف استراتيجي مبني على المصالح المتبادلة من أجل الحفاظ على الاستقرار في منطقة الخليج العربي، أما اليوم فالعلاقات السورية الإيرانية علاقات أشد قوة، وقد ازدادت تطوراً وبشكل متسارع، ووجد النظامان في دمشق وطهران أن من مصلحتهما التحالف معاً للوقوف بوجه العزلة التي يعيشها النظامان.
وفتحت دمشق على أثر ذلك أبوابها للهجرة الإيرانية المنظمة إلى سوريا حتى أصبحت منطقة السيدة زينب تسمى بضاحية السيدة زينب نسبة إلى الضاحية الجنوبية في بيروت، وأعطت الحكومة السورية الجنسية السورية لعشرات الآلاف من الإيرانيين.
وتكمن الخطورة في إطلاق عنان السفير الإيراني والمستشارية الإيرانية لتقود أكبر حركة تشيع وسط المجتمع السوري، ويعمل نشاط التشيع داخل المجتمع السوري عن طريق بناء الحسينيات في مناطق مختلفة من سوريا واستغلال الفقر الذي يعاني منه شريحة واسعة من أبناء الشعب السوري بحيث تقدم لهم الهبات والمساعدات للخروج من أزماتهم لقاء إعلانهم التشيع.
محاولات الوصول إلى مصر
في أعقاب ما أثير خلال مؤتمر الدوحة الأخير لحوار المذاهب حول سعي الطائفة الشيعية لنشر مذهبها في مصر، تعيش الساحة المصرية حالة من الجدل حول حقيقة هذه الاتهامات.
وسائل الإعلام المصرية لا تفتأ تضع هذه القضية ضمن أولويات النشر بها، فقد نقل بعضها ما أعلنه رئيس جامعة الأزهر الدكتور أحمد الطيب خلال مؤتمر الدوحة من قيام جماعات بتوزيع كتب شيعية في مصر تدعو إلى ترك المذهب السني واعتناق المذهب الشيعي.
بعض المصادر الأزهرية تؤكد أن مصر تشهد حملة غير مسبوقة لنشر المذهب الشيعي، وأن مكتباتها تستقبل نحو عشرة كتب جديدة شهرياً تدعو إلى اعتناقه، وترك الساحة أمام "حملات التشيع" سيوجد طائفة شيعية كبيرة، وهو ما يعني تحويل مصر إلى "كانتونات طائفية".
لقد كان لابد لإيران من إيجاد نوع من الدفعة السياسية للمذهب الشيعي والتشيع السياسي في المنطقة عن طريق طمس ونسيان الانتصار العربي الحقيقي الوحيد على إسرائيل في أكتوبر 1973م، والذي حققته مصر كدولة سنية، وإحلاله بنصر "مزعوم" عن طريق ذراعها في لبنان "حزب الله" باستخدام الدعاية مدفوعة الأجر، وأن يمزجوا في تفسير ذلك ما بين مسوغات سياسية، وأسباب عسكرية، وتعليلات دينية، بحيث صار المعنى المقصود تسويقه أن هذا النصر كان شيعياً، وهو ما أكده وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقى حين قال: "حتى الآن فإن حزب الله هو القوة الوحيدة التي صمدت ضد إسرائيل كل هذا الوقت، في حين أن القوات المصرية لم تصمد في 1967 أكثر من ستة أيام وهزمت" متجاهلاً نصر أكتوبر.
إن الأموال الخارجية تُعدّ عاملاً مهمًا وراء عملية التشيع السياسي، وهكذا تم اختراق الصحافة المصرية عن طريق جريدتي الغد والدستور، أو تجنيد أزهري مثل "حسن شحاته" خطيب مسجد كوبري الجامعة السابق، ليتلفظ بألفاظ شديدة السوقية والبذاءة ضد الصحابة الكرام.
كما نجحت إيران في تجنيد العشرات من "جواسيس" الإنترنت الذين يخترقون غرف البالتوك والمجتمع التدويني مبشرين بالدولة الإيرانية العظمى، ومتسترين تحت عقائد فرق الصوفية الملتبسة، حيث يحمل كل منهم فقيهه ووليه أينما حل.
خطر الشيعة / عاصم السيد/ الإسلام اليوم / 27-2-1428هـ
 
 
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق