ما يحدث الآن في إسرائيل والجدل الدائر في مصر وفي تركيا حول طرد وسحب السفراء من إسرائيل ومحاولة التركيز الإعلامي الشديد على بناء السور "الاسمنتي" حول السفارة الإسرائيلية في الجيزة وربطه بأوامر المجلس العسكري، ما هي إلا محاولة لاستكمال مخطط إحراج المجلس العسكري وبناء "جدار عازل" بين المصريين والمجلس ، جدار لا يقل خطورة عن الجدار الحدودي في سيناء.
ورغم الاختلاف مع بعض سياسات المجلس العسكري، فالملاحظ أن إسرائيل والقوى الليبرالية في مصر لا تزال تواصل محاولاتها لتقزيم المجلس العسكري ومحاولة الضغط عليه وإظهاره بمظهر العميل الخائن الذي ينفذ مخططات إسرائيل في المنطقة !.
فهو الذي يبني جدار أسمنتي حول السفارة الإسرائيلية بالجيزة وهو الذي دشن حملة عسكرية وجلب معدات ثقيلة بسيناء لتدمير الأنفاق وللتضييق على خناق قطاع غزة والمقاومة الفلسطينية وهو الذي يقتل ويطارد "المجاهدين" الإسلاميين الرافضين لتصدير الغاز إلى إسرائيل! .
كل عناصر الخيانة هذه يقوم بها المجلس العسكري ولا بد أن تظل عارا على الجيش المصري تطارده مدى الحياة. فلا شك أن ما يحدث هذه الأيام هي محاولة تعيد وتكرر نفسها كما كانت في عهد الرئيس السابق حسني مبارك، الآن هي مع المجلس العسكري تحاول إحراجه وتقزيمه و تشويه صورته في سيناء وفي علاقته مع إسرائيل وفي علاقاته مع الفلسطينيين، وللأسف يقف الجيش والمجلس العسكري متفرجين في صمت .
إن المحاولات العديدة لاختبار مدى صبر وقياس رد فعل المجلس العسكري والجيش قد تدفع باتجاه ردود فعل انتحارية مصرية مع إسرائيل.
فإما أن يتجاهل القادة في مصر عوامل الاستفزاز والابتزاز الإسرائيلي على اعتبار أن مصر في مرحلة امنية واقتصادية لا تسمح لها بردود فعل كبيرة، وكما يقول المثل على قد لحافك مد رجليك...، على عكس من تركيا التي تتمتع باقتصاد قوي وحالة استقرار داخلي، وإما البديل بمحاولة إيجاد ردود فعل دبلوماسية قوية ضد إسرائيل تتناسب مع محاولات الاستفزاز واختبار مدى قوة صبر وتحمل القادة في مصر، وهو ما سينعكس على العلاقات المصرية الإسرائيلية بالتالي.
ولا يجب أن يخفى على احد حجم التعاون والتحالف الإسرائيلي- الأمريكي - التركي الكبير ، وأن كل ما يدور مع الحليف التركي ما هو إلا محاولة لشغل الانظار ولفت الانتباه بحركات بهلوانية تركية لتحقيق مكاسب سياسية إسرائيلية أمريكية بواسطة مخلب القط التركي ! ويكفي ما صرحت به قوى المقاومة الفلسطينية وما رحبت به من خطوات تركية في هذا الإطار .
ويجب الوضع في الاعتبار أن إسرائيل والقوى اليبرالية في مصر ومن يدور في رحابها سوف تكون واهمة إن ظنت أن القادة في مصر سوف يقفون موقف المتفرج بعد ثورة 25 ينايرتجاه محاولات إزكاء المزيد من الانعزالية والفرقة بين المجلس العسكري والمصريين ومحاولة الضغط بشدة على المجلس لتحقيق مطالب سياسية لتلك الفئة .
فكما يقال فإن لكل فعل رد فعل مساو له في القوة ... ولا بد مع كثرة الضغوط أن يحدث إنفجار ... على الاقل للتنفيس عن غضب الجماهير العارم مما حدث على الحدود المصرية من حماقات ارتكبها الجيش الإسرائيلي .
مواقع - الاحد - 4 - 9 - 2001
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق