1 يونيو 2014

الصراعات السياسية وسيطرة الجماعات المسلحة تشعل التناقضات في ليبيا





الصراعات السياسية وسيطرة الجماعات المسلحة تشعل التناقضات في ليبيا

 استنفار لأنصار الشريعة والقاعدة تتأهب

 مصراتة تدعم معيتيق والزنتان يريدون عبد الله الثني والشرق يريد حفتر

علي طرفاية – البوابة نيوز

في ليبيا الآن ثلاث حكومات وثلاثة جيوش، ومؤتمر لا يمثل الشعب، وحرب كرامة وأخرى للوفاء لدماء الشهداء، ودعوة للانتخابات وحرب ضد الإرهاب.. بلد محاصر بالبوارج والطائرات في الجو والبحر، ودائرة الخلاف تتسع . فعلي زيدان؛ رئيس الوزراء الأسبق يعتبر نفسه رئيس الحكومة الشرعي، ويتهم جماعة الإخوان أنهم أزاحوه من الحكومة عنوة وهددوه بالقتل، ولولا أن تمكن من الهرب لكان اليوم في ذمة الله ..

وعبد الله الثني؛ رئيس للحكومة الانتقالية يأبى أن يترك موقعه إلا بفتوى دستورية، ويعتبر موقفه هذا أخلاقيّا ونصرة للقانون واحترامًا لإرادة الليبيين.. وأحمد عمر معيتيق يقول أنا رئيس الحكومة المنتخب من المؤتمر الوطني، والثلاثة يمارسون مهام رئيس الحكومة؛ علي زيدان في الخارج حيث يقاضي المؤتمر الوطني ويقول لليبيين: إني قادم في حماية المجتمع الدولي، والثني يمارس مهامه كرئيس للحكومة، وكذلك معيتيق الذي شكل الحكومة ويطالب بميزانية 58 مليار دينار.

وفي الوقت الذي يحارب فيه اللواء خليفة حفتر جماعات إرهابية في شرق ليبيا كانت موالية للإخوان التي تبرأت منها، وأعلنت الحرب على الإرهاب، وكلفت اللواء يوسف المنقوش؛ رئيس الأركان السابق بقيادة عملية مماثلة للكرامة أسموها عملية الوفاء لدماء الشهداء، بالتعاون مع من أسموهم ( الثوار الحقيقيون )، وتعهد المنقوش بتسليم المدن الآمنة إلى أجهزة الداخلية، وإلقاء القبض على الإرهابيين والانقلابيين، حسب زعمه، والتوجه لحماية الحقول النفطية والحدود .

من جانبه دعا تنظيم القاعدة في بلاد المغرب العربي الشعب الليبي للخروج على اللواء حفتر، واستنفرت أنصار الشريعة قواتها للهجوم على قوات الجيش الذي يقوده اللواء خليفة حفتر، ومعسكر الصاعقة الذي يرأسه العقيد ونيس أبو خماده، ردّا على قصف الطيران الليبي لعدة مواقع تابعة للجماعات الإرهابية في القوارشة وسيدي فرج اليوم الأحد .

هشام الطيب استراتيجي ليبي يرى أن الإعلان عن عملية الوفاء لدماء الشهداء يهدف إلى عدة أمور، أولها نعت عملية الكرامة بأنها انقلاب عسكري، وثانيها أن جماعة الإخوان تريد أن تقول للعالم أنها ليست جماعة إرهابية، بل تعمل من أجل أمن واستقرار ليبيا، وتخلق مبررات لكسب الدعم الدولي بهدف إما القضاء على حفتر أو تدجينه.

ويرى الدكتور علي ربح؛ ناشط سياسي ليبي، أن التدخل الدولي في ليبيا قضى على ثورة فبراير، فثلاثة آلاف طلعة جوية من قبل 42 دولة ضد ليبيا أفشلت الدولة، وقضت على مشروع الثورة، ومكنت الجماعات الإرهابية من السيطرة على مفاصل الدولة، ولذلك حرب اللواء حفتر والتي يدعمها الشعب هي أشبه ما تكون بحرب شوارع غير قادرة على إنجاز عمل عسكري فارق يوجع الجماعات الإرهابية التي تخطط لضرب الكرامة بعملية الوفاء لدماء الشهداء، وإن كنت أعتقد أن الكرامة ستنتصر في النهاية بسبب الدعم الشعبي الكبير لها، لكن الأمر سيستغرق وقتا طويلا، ولن تستطيع الانتصار بسهولة، لا سيما وأن الغرب يدعم الطرفين لضمان استمرار الصراع أطول وقت مكن؛ لأن ذلك يخدم مصالحه وأهدافه السياسية غير المعلن عنها بالمنطقة.

ويوضح الدكتور ربح أن الجماعات الإرهابية بما فيها الإخوان متمركزون في درنة وقاعدة معيتيقة الجوية وصبراتة، وأغلبية قادة الإخوان وقوتهم العسكرية والمادية موجودة في مصراتة التي ستكون قاعدة الانطلاق في مواجهة عملية الكرامة، لا سيما وأنه يوجد بها مطار عسكري استخدم في قصف سبها قبل ذلك، وميناءان بحريان، كما أنها تتلقى دعما مباشرا من تركيا وقطر ما يعني أنها ستشكل عائقا قويّا أمام عملية الكرامة.


ويقول محمد الشريف؛ ناشط سياسي ليبي: إن المعركة الحقيقية قد بدأت بالفعل، ولكن سيناريو الانتصار لم يرسم بعد، فمع تعدد رؤساء الوزراء غير الشرعيين تتعدد الأهداف والمصالح والتحالفات، ما يزيد من حجم المؤامرات على ليبيا، فالغرب يلعب على المتناقضات ويغذي كل أطراف الصراع، يؤيد حفتر ويجتمع مع عمر معيتيق، ويربت على أكتاف الثني، ويمني علي زيدان، محميّا بطائرات الناتو، علينا أن نكون صادقين مع أنفسنا، مصراتة تدعم معيتيق، والزنتان يريدون عبد الله الثني، والشرق يريد حفتر، وسوف تتشكل خارطة الصراع من هؤلاء، والخاسر هو الوطن، خاصة في ظل توازن القوى بين كل أطراف النزاع وغياب الدور العربي.  

ليست هناك تعليقات: