لم يعد التأثير
الإيراني في مصر محصورا في توجيه حركة حماس لاختراق الحدود المصرية في سيناء
وتهيدي الامن القومي المصري ، بل إن الامور امتدت إلى عرض الرئيس احمدي نجاد خدماته
ومساعدة النظام في مصر !
ولم يحدد أحمدي
نجاد شكل المساعدات والخدمات التي يمكن أن يقدمها
لنظام الاخوان المسلمين في مصر ، فإيران لم تعد موجودة فقط على الحدود
المصرية في سيناء ، بل امتد التأثير الإيراني إلى التواجد على الحدود الليبية ، والحدود
السودانية .
فلم يعد يخفى على
احد حجم الاسلحة التي استطاعت حماس الحصول عليها عبر تهريب السلاح من ترسانة
السلاح الليبي الذي تخلف عن الثورة الليبية ، بمساعدة من إيران .ز
كما لم يخفى علينا
حجم الدعم الإيراني المقدم لحماس عبر الحدود الجنوبية لمصر من خلال تهريب السلاح
من السودان مرورا بسيناء ، وقيام السودان بفتح موانئها لإيران وهو ما تبدى في
التقارب الإيراني السوداني الاخير ........
إذن فنحن في مصر
اصبحنا محاطين من الحدود الثلاثة بأيدي إيران التي تحاصر مصر ، وتبذل مجهودا كبيرا
في حصار الجيش المصري لتخفيف قبضته الداخلية ، وربما هناك سعي إيراني لتفتيت الجيش
و التأثير على تماسك القادة العسكريين ومواقعهم .
لا يخفى على احد
الاجندة الخفية لكل دول المنطقة في مصر ، فالجميع له تدخلاته وأجندته الخفية في
مصر ، من ينظر إلى حماس وإيران من منظور المقاومة والدعم لمصر فإن نظرته قاصرة ...
إيران وحماس
يلعبان على محورين فيما يتعلق بالعلاقات مع مصر :
-
محور إيجاد موطئ قدم في مصر وإيجاد بديل
للنظام السوري الذي يوشك على الانهيار ، من واقع مصالحها الرئيسية .
-
محور التأثير على الوضع الامني في مصر، وهو
ما يعني التدخل الإيراني لتهديد الاستقرار في مصر .
المحور الثاني
يتمثل في التدخل السياسي والامني الإيراني في مصر ، عبر المنهج الشيعي الذي يتخذ
مطية للمرور إلى الشخصية المصرية، حيث أن البداية هو التشيع من خلال السياحة
الإيرانية أولا ثم آل البيت ثانيا ، ثم يليه الأجندة السياسية ، والارتباط بإيران
كنظام سياسي .
البن الآخر هو
التدخل الأمني الإيراني في مصر عبر البوابات الشرقية والغربية والجنوبية :
حيث توجد حماس في
سيناء وارتباطاتها واجندتها الخاصة في سيناء ، وحيث تعلن السلطات المصرية باستمرار
عن القبض على عناصر من حماس في سيناء دخلوا بطريقة غير شرعية !!
حماس تعلم والقوى
الدولية أن سيناء هي البوابة الخلفية لإسرائيل وان التواجد في سيناء هو قوة لحماس
وإيران في تهديد مصر وإسرائيل على السواء .
إيران وحماس
ينظران إلى مصر على أنها لا تزال امتداد للسياسة والخيار الامريكي في المنطقة
وبالتالي تواصل إيران مساعيها للتأثير في مصر بما يخرج مصر من الفلك الامريكي إلى
الفلك الإيراني الروسي .
إيران تنظر إلى
الاخوان المسلمين كامتداد للهلال الشيعي أو الهلال السياسي والامتداد الطبيعي لها
في مصر ، ولن تجد إيران فرصة أقوى من تواجد الاخوان المسلمين ، المتقاربين منهجيا
مع إيران .......
تهريب الاسلحة
المستمر من ليبيا إلى سيناء ومن ثم إلى حماس يثبت ويؤكد التواجد الإيراني على
الحدود الغربية لمصر، ولا يخفى على أحد تواجد السلفية الجهادية ممثلة في أنصار
الشريعة الليبية على الحدود المصرية .
كما تتواجد إيران
على الحدود الجنوبية لمصر ممثلة في النظام السوداني نفسه الإسلامي الذي سعى إلى
الوحدة مع إيران ومن قبلها التنظيمات السلفية الجهادية .
كما تتواجد على
الحدود الجنوبية لمصر مافيا من المتمردين السودانيين وقطاع الطرق والمجرمين
والخارجين على القانون ويمكن أن تستغلهم الاجهزة الأمنية الإيرانية في تهديد
الحدود الجنوبية لمصر والدول المجاورة .
إذن فمصر محاصرة
من نظام إسلامي ثوري في إيران يسعى لإخراج مصر من السيطرة الأمريكية حتى تتوجه
للفلك الروسي ، وينشر الخلافة الإسلامية متوحدا مع تيارات السلفية الجهادية
والمجرمين والخارجين على القانون، وهو ما
يهدد الأمن القومي المصري .
خاص

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق