بدخول صاروخي ستينجر المضاد للطائرات
وصاروخ كورنت المضاد للدروع إلى حلبة الصراع في فلسطين حقق المسلحون الفلسطينيون تغييرا كبيرا في
قواعد اللعبة مع القوات الإسرائيلية بات من الصعب التغلب عليه نظرا لعدم وجود
معرفة دقيقة بأماكن إخفاء وتواجد تلك الاسلحة .
وبات التساؤل الرئيسي هنا هو كيف
يمكن تحقيق الردع والتغلب على معضلة الصواريخ الفلسطينية ؟
لا يمكن التغلب على ستينجر او كونيت
إلا عن طريق المعرفة الدقيقة بأماكن إخفائها تحت الارض أو حصار مناطق وثغرات تسلل
السلاح إلى داخل قطاع غزة ومناطق الانفاق.
والخيار الصعب للتغلب مستقبليا على
وجود الصواريخ هو العملية البرية وحصار غزة من الجهات التي يتسرب منها الصواريخ .
لكن في عملية " العواميد
المتدحرجة " التي تقوم بها القوات الإسرائيلية بات عملية السيطرة على سلاح
المقاومة ضربا من الخيال خاصة بالنسبة للصواريخ التي قلبت موازين اللعبة مثل الكورنيت وستينجر .
ويبدو ان مخزن السلاح الليبي الذي
تسرب أثناء الثورة الليبية كان هدفا سهلا لتجار السلاح وناقلوه ومروجوه .
إن تملك المقاومة الفلسطينية بقطاع
غزة، صاروخ محلي الصنع يسقط على المدن الإسرائيلية قد يكون مقبول على مضض لكن أن
تمتلك المقاومة صواريخ ارض جو من نوع Stinger فهذا يعني أن المقاومة باتت تدخل مرحلة جديدة من مراحل مقارعة
الإسرائيليين، لتقلب معادلات الاحتلال بالاستفراد بالأجواء الفلسطينية، إلى جانب
دخول سلاح الجو الإسرائيلي في مرمى أهداف المقاومة.
صواريخ "ستينجر" -أرض جو- أحد أكثر الأسلحة
فاعلية في التصدي لطائرات اسرائيل، كان لها دوراً رئيسياً في انتصار "المجاهدين"
الأفغان وطرد قوات الإتحاد السوفييتي السابق.
وهو سلاح فعّال إلى درجة كبيرة
لإسقاط الطائرات، فهو يستخدم الأشعة تحت الحمراء للبحث عن الهدف وتتبعه عن طريق
الحرارة الناجمة عن محركات الطائرة الصاروخ له القدرة على إصابة أي هدف تقريباً
تحت ارتفاع 11 ألف قدم
ويحمل الصاروخ "ستنجر" على
الكتف المجاهد و يصوب على الهدف حتى يقوم جهاز التعقب بإحكام رصد الهدف حتى يستطيع
ملاحقته وعندما يصدر الجهاز صوت طنين مستمر معناها أن الهدف قد تم رصده وأن
الصاروخ جاهز للإنطاق ، عندها يضغط الجندي على الزناد، ويقوم بعد ذلك بملاحقة
الهدف وتفجيره.
صاروخ(ستنجر) يستطيع إصابة هدف على
ارتفاع 3500 متر
وله مدى يبلغ 8 كلم ، وهذا يعني أنه لو كانت هناك طائرة تحلق بارتفاع أقل من 2 ميل وظاهرة للعين على أنها
جسم طائرة وليست نقطة بعدية، فصاروخ ستينجر يستطيع على الأغلب إصابة هذا الهدف .
ويبلغ طول الصاروخ 1.5 متر بقطر 7 سم ويبلغ وزنه 10 كجم وزن
الصاروخ مع منصة الإطلاق 15.2 كجم أما عن السرعة
فهي 2400 كم
بمدى إرتفاع 3 كم .
وكانت كتائب القسام الذراع العسكري
لحركة حماس أعلنت السبت، إسقاط طائرة حربية "إسرائيلية" من نوع إف 16
ببحر غزة كما جرى إسقاط طائرة استطلاع.
وكانت مصادر عسكرية إسرائيلية، رفيعة
المستوى قالت إن المقاومة بغزة امتلكت مؤخرا صواريخ تحمل على الكتف مضادة
للطائرات، وقادرة على تهديد أي طائرة تطير على ارتفاع منخفض في أجواء قطاع غزة.
ونقلت صحيفة "يسرائيل هيوم"،
عن المسئولين قولهم إن الصواريخ وصلت إلى قطاع غزة بواسطة الأنفاق، موضحة أن سلاح
الطيران أخذ في اعتباره تهديداً مثل هذه الصواريخ على طائرته خلال قصفه الأخير على
غزة في الفترة الأخيرة .
دخول سلاح ارض جو "stinger" بالطبع سيقلب معادلة
الصراع لصالح المقاومة الفلسطينية ويمنع اسرائيل من الاستفراد بأجواء غزة الحرة،
وهو ما يشكل تهديد مباشر لكل جسم يدخل القطاع، ولا زالت المقاومة الفلسطينية تبتكر
وتنتقل من مرحلة إلى أخرى .
ويبقى التساؤل الملح هل تحقق ما كان
يصبو اليه الجيش الاسرائيلي من عمليته العسكرية المتهورة المتسرعة في غزة ؟
ربما تعود غزة إلى الخلف والى العصور
الوسطى ويتم تدمير مؤسساتها لكن القدرة
على تحقيق الردع باتت من الخيال وتبقى المكاسب الامنية والسياسية هي العامل الوحيد
في معادلة الصراع التي تحققت .
مكاسب لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو
في الانتخابات القادمة ومكاسب أمنية على المدى البعيد من خلال إظهار مدى الرعب
الكبير الذي أصاب سكان إسرائيل وجيشها جراء وصول الصواريخ الفلسطينية إلى البلدات
الاسرائيلية التي لم يكن من المتوقع الوصول إليها.

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق