29 أغسطس 2008

أمريكا تسفك دماء المسلمين من أجل مصالحها

بقلم : الشهيد الدكتور عبد العزيز الرنتيسي

لقد زعمت أمريكا رغم كل أشكال الرفض العالمي لمزاعمها أنها إنما تعلن الحرب على العراق من أجل تحرير العراقيين، وحماية لهم وللعرب من أسلحة الدمار الشامل التي يمتلكها العراق، ولما سئل "كولن باول" من قبل قسم الأخبار في شبكة أن.بي.سي. التلفزيونية في الحادي والعشرين من نوفمبر 2002 عن إمكانية حدوث مواجهة عسكرية مع العراق قال، "هذا أمر لا علاقة له بالنفط، هذا أمر له علاقة بطاغية، بدكتاتور يطور أسلحة دمار شامل لاستخدامها ضد سكان عرب" وفي بيان مشترك من الرئيس بوش ورئيس وزراء بريطانيا توني بلير حول العراق في الثامن من أبريل 2003 جاء ما يلي : " إن مستقبل العراق ملك للشعب العراقي، وسيتم تحرير العراق قريباً بعد سنين من الحكم الديكتاتوري، وسيقوم العراقيون لأول مرة منذ عقود باختيار حكومتهم الممثلة لهم بأنفسهم"،

لكن الكاتبة "سامنتا باور" مؤلفة كتاب (مشكلة من الجحيم) قد تطرقت في كتابها إلى قضية خطيرة تكذب ما ذهب إليه بوش وباول، "حيث تحدثت عن الصمت الأميركي إزاء مذبحة "حلبجة"، بل وإلى الدعم الذي قدمه جورج بوش "الأب" إلى الحكومة العراقية حيث ضاعف "المساعدة" الاقتصادية من 500 مليون دولار إلى مليار دولار بعد المذبحة"، بينما كان النظام في العراق هو المتهم بارتكاب هذه المذبحة عبر استخدام الغازات السامة والتي أودت بحيات عشرات الآلاف من الأكراد العراقيين وغالبيتهم من المدنيين.

وكيف يمكننا نحن الفلسطينيين أن نصدق هذه المقاصد النبيلة للاحتلال الأمريكي ونحن نرى الكيان الصهيوني الذي يتمتع بكل أشكال الدعم من أمريكا يمتلك ترسانة هائلة من أسلحة الدمار الشامل، وهو لا يهدد المنطقة بأسرها فحسب، ولكنه يغتصب وطنا بكامله ويحتل أراض لدول عربية مستقلة، ويسعى إلى توسيع دائرة عدوانه بالتصريح أحينا والتلميح أحيانا أخرى، أي أن الكيان الصهيوني يهدد العرب الذين من أجل حمايتهم تقوم أمريكا الآن باحتلال وتدمير العراق، بينما أمريكا تغض الطرف عن الآلة العسكرية الصهيونية التي ترتكب في كل يوم مجزرة جديدة في فلسطين أمام بصر العالم وسمعه.

وكيف يمكن للعالم أن يصدق المزاعم الأمريكية بينما قامت أمريكا في القرن العشرين بتدمير "هيروشيما" و "ناجازاكي" بأسلحة الدمار الشامل مما أدى إلى إبادة مئات الآلاف من الأبرياء، وأما في زماننا هذا فقد دمرت أمريكا قرى، ومساجد، ومؤسسات في أفغانستان، فقتلت آلاف الأبرياء بأسلحة الدمار المحرمة دوليا، وقامت أمريكا أيضا بقصف مصنع الشفاء للأدوية في السودان، ولو فعلت ذلك دولة أخرى في العالم ضد أمريكا، أو ربيبتها، أو أذنابها لقامت الدنيا ولم تقعد ضد الإرهاب الذي يستهدف مؤسسات إنسانية مدنية، ولكن أمريكا تجيز لنفسها أن تقوم بذلك ضد دولة آمنة كل ذنبها أنها دولة إسلامية فقيرة، وأمريكا هي التي ذبحت الأطفال، والنساء، والشيوخ في العراق دون وازع من ضمير أو خلق، وتعمدت إظهار الأطفال في العراق على شاشات التلفزة وهم يخرجون من بيوتهم مذعورين يرفعون أيديهم بطريقة يشمئز منها كل من لديه ذرة من إنسانية، بينما كان الجنود الأمريكان يمتعون نواظرهم بهذه المشاهد التي هزت مشاعر المسلمين.

وكيف لنا أن نصدق أكاذيب الأمريكان ونحن نرى المحتلين منهم يطلقون العنان للصوص ينهبون، ويخربون، ويحرقون بغداد بطريقة أساءت للعرب الذين جاءت أمريكا لحمايتهم وتحريرهم، بينما افتعلت أمريكا هذه الفوضى العارمة في العراق، وأشرفت على تنفيذها، أو على أقل تقدير غضت الطرف عنها، فهي الوحيدة القادرة على فرض النظام بعد أن استولت على السلطة في العراق.....).

عرب نيوز

ليست هناك تعليقات: