12 يونيو 2008

سلام يا صغـــار .. بقلم هبة محمد الأغا

بين أحضان الموت، في الأربعة في سلام، وناموا للأبد، وشربوا دماءهم، وأكلوا أشلاءهم، وأخذوا بقاياها حينما يجوعون ..

لأنهم أطفال، ولأن ' السلامات ' ترسل لهم من كل أنحاء العالم، ولأن العرب ' ما أكثر ما يتحدثون ' نام الصغار عند رأس أمهم، ونامت معهم بلا ضوضاؤهم المعتادة ..

صدقوني يا صغار الوجع، لن تخافوا بعد اليوم، ولن ترهبكم الطائرات، ولا أصوات القذائف الحارة التي تذيب أجسادكم، فتحيلها مسكاً تتعطر به الأرض.

لاتخافوا وأنتم الأعلون، لاتخافوا وأنتم تقرأون 'سورة النصر' في كل صباح، بينما نقرأ الفاتحة على أرواحنا وأرواحهم ' ولاعدوان إلا على الظالمين ' .

سلام لكم يا صغار، وأنتم ملقون على رصيف الشوارع، وأنتم ترشون البيت والحيطان والجيران من دمائكم، سلامٌ لكم، وأنتم تموتون أمام أنظار العالم، وهم يرسلون لكم سلاماتهم الحارة.

سلام لكم، وأنتم تغنون ' الأرض بتتكلم العربي' ، وتنشدون العزة والكبرياء على حدود الشمال، وما بين فلسطين وفلسطين، نتقاسم معكم رائحة الخلود, ويأتيكم الرد ' قد أسمعت لو ناديت حياً ' .

ع الهامش :

امرأة ومقاوم ومواطن ورضيع ..

أعجبني هذا التنوع في القتل، فلم تترك قذائفهم صنفاً إلا وقد جمعته بآخر، هو كذلك، فكيف تموت الأم دون أطفالها !!

وكيف يموت المواطن ولا يشمخ بسلاحه مقاوم كان يذود عن حمى وشرف هذه الأمة البغيضة الميتة ..

وسلامٌ يا صغار ..

ويا مواطن ..

ويامقاوم ..

ويا أم ..

والوجع يسكن قلبي، المضرج بحزن الحال ..

ولكنها ترانيم الحرية على مشارف القيد ..


اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار - غزة

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

ما شاء الله يا هبة
ألوان من الإبداع الأدبي الثائر
أولاً مبروك على التخرج
ثانياً عقبال الدرجات العلمية الأعلى
ثالثاً كل عام وأنتم بخير
رابعاً كلمات رائعة توضع في ميزان الإبداع الثائر
خامساً تقبلي كل التحية والتقدير الاحترام
سادساً تسلمي على الدوام أيتها الأديبة المتفوقة

أبو عبد الله
د. خليل انشاصي