31 مايو 2008

الوحدة الوطنية الوضع الطبيعي للناس في مصر

كتبت: داليا زيادة (مدونة)

منذ وجدت الأديان على الأرض وجد أعداؤها , أولئك الذين احترفوا لعبة استفزاز مشاعر العامة من خلال التهكم على دينهم و معتقدهم, لكن يبدوا الأمر أكثر غرابة عندما نرى جماعات كتلك التي ظهرت مؤخرا تحفز كل صاحب دين للانتقام من أصحاب الدين الأخر و تحفز مشاعر الكراهية في النفوس الضعيفة على أساس الاختلاف الديني لا أكثر و حتى أحيانا تُحِل مقاطعة و إهدار دماء من يؤمنون بمذاهب مختلفة, متناسين أننا جميعا ننتمي لأرض واحدة , أو فلنقل أم واحدة هي مصرنا و أب واحد أيضا هو تاريخنا المشترك, و يؤسفني أكثر من ذلك أن أرى مثل هذه التصرفات لا تحدث في مكان غير أرض أختارها الله لنشر رسالته و الوحي إلى أنبياءه الكرام (عليهم جميعا السلام).

(…. الأرض التي أحتضنتي و تربيت في كنفها هي أرض "مصر المصرية" , مصر التي يعيش فيها كل المصريين بغض النظر عن الديانة أو العرق, مصر التي يكون فيها الجميع متساو في الحقوق و الواجبات.

أعتقد أني – ومثلي كثيرون - نموذجا مثاليا أفرزته مصر المصرية التي أعرفها, فأنا من أسرة متوسطة أعتنق الدين الإسلامي و فخورة به, مثلي مثل جيران لي يعتنقون الدين المسيحي و فخورين به أيضا, تشكلت أفكاري و مبادئي في الحياة من شيخي المسلم و أستاذي المسيحي معا, و الطريف أني توحدت أكثر مع الأخير (أستاذي المسيحي), حتى صرت أفكر بطريقته و استشهد بنصوص من كلماته و احتفظ بكتبه و كتاباته هكذا ببساطة دون أن يؤثّر على معتقدي الديني أو العكس, هذه هي الحياة في مصر "المصرية", منذ متى و نحن نحدد طريقة معاملتنا مع الأخر على أساس الدين الذي يعتنقه, منذ متى و نحن – معشر المسلمين – نحل إهدار دماء من يخالفوننا في العقيدة.....).

أذكر أني تعرفت طوال حياتي على زميلات كثيرات طوال سنوات الدراسة و في العمل. و لم يحدث في مرة أن سألت إحدانا الأخرى عن ديانتها لتقرر إذا ما كانت تستحق أن تصاحبها أم لا, و أذكر أيضا أني ساعدت كثيرين و طلبت المساعدة من كثيرين دون أن أفكر و دون أن يفكروا هم أيضا إن كنت أنتمي لنفس الطائفة التي ينتمون إليها أم لا! و أذكر أيضا جدتي و جارتها المسيحية, امرأتان عظيمتان - مصريتان أصيلتان - أعطانا دروسا في التسامح الديني و قبول الآخر, فكعادة أهل المناطق الشعبية في مصر ، كانا يتشاركان في كل شيء (كعك العيد: عيدنا و عيدهم, تربية الأولاد, دردشات أخر الليل, الساعات المحببة أمام التلفاز, النزهات, الأفراح, المأتم, كل شيء حتى أدق تفاصيل الحياة اليومية).

وللحديث بقية

مدونة الاختلاف ثروة tharwacommunity

ليست هناك تعليقات: