كتبت: داليا زيادة (مدونة)
منذ وجدت الأديان على الأرض وجد أعداؤها , أولئك الذين احترفوا لعبة استفزاز مشاعر العامة من خلال التهكم على دينهم و معتقدهم, لكن يبدوا الأمر أكثر غرابة عندما نرى جماعات كتلك التي ظهرت مؤخرا تحفز كل صاحب دين للانتقام من أصحاب الدين الأخر و تحفز مشاعر الكراهية في النفوس الضعيفة على أساس الاختلاف الديني لا أكثر و حتى أحيانا تُحِل مقاطعة و إهدار دماء من يؤمنون بمذاهب مختلفة, متناسين أننا جميعا ننتمي لأرض واحدة , أو فلنقل أم واحدة هي مصرنا و أب واحد أيضا هو تاريخنا المشترك, و يؤسفني أكثر من ذلك أن أرى مثل هذه التصرفات لا تحدث في مكان غير أرض أختارها الله لنشر رسالته و الوحي إلى أنبياءه الكرام (عليهم جميعا السلام).
(…. الأرض التي أحتضنتي و تربيت في كنفها هي أرض "مصر المصرية" , مصر التي يعيش فيها كل المصريين بغض النظر عن الديانة أو العرق, مصر التي يكون فيها الجميع متساو في الحقوق و الواجبات.
أعتقد أني – ومثلي كثيرون - نموذجا مثاليا أفرزته مصر المصرية التي أعرفها, فأنا من أسرة متوسطة أعتنق الدين الإسلامي و فخورة به, مثلي مثل جيران لي يعتنقون الدين المسيحي و فخورين به أيضا, تشكلت أفكاري و مبادئي في الحياة من شيخي المسلم و أستاذي المسيحي معا, و الطريف أني توحدت أكثر مع الأخير (أستاذي المسيحي), حتى صرت أفكر بطريقته و استشهد بنصوص من كلماته و احتفظ بكتبه و كتاباته هكذا ببساطة دون أن يؤثّر على معتقدي الديني أو العكس, هذه هي الحياة في مصر "المصرية", منذ متى و نحن نحدد طريقة معاملتنا مع الأخر على أساس الدين الذي يعتنقه, منذ متى و نحن – معشر المسلمين – نحل إهدار دماء من يخالفوننا في العقيدة.....).
أذكر أني تعرفت طوال حياتي على زميلات كثيرات طوال سنوات الدراسة و في العمل. و لم يحدث في مرة أن سألت إحدانا الأخرى عن ديانتها لتقرر إذا ما كانت تستحق أن تصاحبها أم لا, و أذكر أيضا أني ساعدت كثيرين و طلبت المساعدة من كثيرين دون أن أفكر و دون أن يفكروا هم أيضا إن كنت أنتمي لنفس الطائفة التي ينتمون إليها أم لا! و أذكر أيضا جدتي و جارتها المسيحية, امرأتان عظيمتان - مصريتان أصيلتان - أعطانا دروسا في التسامح الديني و قبول الآخر, فكعادة أهل المناطق الشعبية في مصر ، كانا يتشاركان في كل شيء (كعك العيد: عيدنا و عيدهم, تربية الأولاد, دردشات أخر الليل, الساعات المحببة أمام التلفاز, النزهات, الأفراح, المأتم, كل شيء حتى أدق تفاصيل الحياة اليومية).
وللحديث بقية
مدونة الاختلاف ثروة tharwacommunity
منذ وجدت الأديان على الأرض وجد أعداؤها , أولئك الذين احترفوا لعبة استفزاز مشاعر العامة من خلال التهكم على دينهم و معتقدهم, لكن يبدوا الأمر أكثر غرابة عندما نرى جماعات كتلك التي ظهرت مؤخرا تحفز كل صاحب دين للانتقام من أصحاب الدين الأخر و تحفز مشاعر الكراهية في النفوس الضعيفة على أساس الاختلاف الديني لا أكثر و حتى أحيانا تُحِل مقاطعة و إهدار دماء من يؤمنون بمذاهب مختلفة, متناسين أننا جميعا ننتمي لأرض واحدة , أو فلنقل أم واحدة هي مصرنا و أب واحد أيضا هو تاريخنا المشترك, و يؤسفني أكثر من ذلك أن أرى مثل هذه التصرفات لا تحدث في مكان غير أرض أختارها الله لنشر رسالته و الوحي إلى أنبياءه الكرام (عليهم جميعا السلام).
(…. الأرض التي أحتضنتي و تربيت في كنفها هي أرض "مصر المصرية" , مصر التي يعيش فيها كل المصريين بغض النظر عن الديانة أو العرق, مصر التي يكون فيها الجميع متساو في الحقوق و الواجبات.
أعتقد أني – ومثلي كثيرون - نموذجا مثاليا أفرزته مصر المصرية التي أعرفها, فأنا من أسرة متوسطة أعتنق الدين الإسلامي و فخورة به, مثلي مثل جيران لي يعتنقون الدين المسيحي و فخورين به أيضا, تشكلت أفكاري و مبادئي في الحياة من شيخي المسلم و أستاذي المسيحي معا, و الطريف أني توحدت أكثر مع الأخير (أستاذي المسيحي), حتى صرت أفكر بطريقته و استشهد بنصوص من كلماته و احتفظ بكتبه و كتاباته هكذا ببساطة دون أن يؤثّر على معتقدي الديني أو العكس, هذه هي الحياة في مصر "المصرية", منذ متى و نحن نحدد طريقة معاملتنا مع الأخر على أساس الدين الذي يعتنقه, منذ متى و نحن – معشر المسلمين – نحل إهدار دماء من يخالفوننا في العقيدة.....).
أذكر أني تعرفت طوال حياتي على زميلات كثيرات طوال سنوات الدراسة و في العمل. و لم يحدث في مرة أن سألت إحدانا الأخرى عن ديانتها لتقرر إذا ما كانت تستحق أن تصاحبها أم لا, و أذكر أيضا أني ساعدت كثيرين و طلبت المساعدة من كثيرين دون أن أفكر و دون أن يفكروا هم أيضا إن كنت أنتمي لنفس الطائفة التي ينتمون إليها أم لا! و أذكر أيضا جدتي و جارتها المسيحية, امرأتان عظيمتان - مصريتان أصيلتان - أعطانا دروسا في التسامح الديني و قبول الآخر, فكعادة أهل المناطق الشعبية في مصر ، كانا يتشاركان في كل شيء (كعك العيد: عيدنا و عيدهم, تربية الأولاد, دردشات أخر الليل, الساعات المحببة أمام التلفاز, النزهات, الأفراح, المأتم, كل شيء حتى أدق تفاصيل الحياة اليومية).
وللحديث بقية
مدونة الاختلاف ثروة tharwacommunity
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق