18 مايو 2008

ليتك يا بن لادن سكت ؟؟!!

لا شك أن الشريط الجديد لزعيم القاعدة أسامة بن لادن الموجه (إلـى الأُمَــةِ الإِسْــــلاميـــةِ) يحمل فكراً إنقلابياً، ويمثل تحولا ً جديداً في استراتيجية وأجندة القاعدة، إلى فتح جبهة جديدة تتمثل في حشد أنصار القاعدة من المسلمين عامة من إندونيسيا إلى موريتانيا ضد الحكومات العربية، خاصة مصر، المجاورة لقطاع غزة من أجل الضغط عليها لكسر الحصار.

ودعا بن لادن صراحة المصريين (فرسان أرض الكنانة) إلى كسر الحصار بحكم الجوار وإسقاط الأنظمة، متجاهلاً كما العادة أن الأنظمة العربية تمارس جهوداً كبيرة ( من النوع السياسي) في إطار فك الحصار، ضارباً " كرسي في الكلوب" في كل تلك المحاولات.

معاناة على معاناة

وبن لادن في شريطه الأخير لم يضف جديداً للقضية الفلسطينية، ولن يضيف إلا معاناة لأهل غزة من نوع جديد، فمعبر رفح وإن كان على بعد خطوات قليلة من فتحه، بالجهود السياسية الكبيرة، ووساطات التهدئة التي تبذلها مصر مع فصائل المقاومة ومع إسرائيل ، فسيأتي هذا الخطاب بمثابة مزيد من الحصار والتضييق على أهل غزة، فليتك يا بن لادن سكت، لأن هذا الشريط سيزيد من نغمة إسرائيل والغرب ومبررهما في المطالبة بمزيد من حماية الحدود والسيطرة عليها، كما سيطمع هذه الدول ويقوي موقفها في المطالبة بمزيد من حماية الحدود ومنع التسلل والرفض المطلق لفتح المعابر، بعد وجود دعوات لما يسميهم "فرسان الكنانة" فأين هم فرسان الكنانة التي يتحدث عنهم، من في مصر يؤيد القاعدة أين أنصار القاعدة، أين إخوانك يا سيد بن لادن، لقد جفت منابع الإرهاب في مصر فأين هم، إن أملنا الوحيد في فك الحصار عن غزة هو بالتفاهم السياسي والعملية السياسية الجارية الآن ، والتي أوشكت أن تنتهي إلى فك الحصار وفتح المعابر.

الأمل في الجهود الشعبية التي ستفك الحصار وستمد الأهل في غزة بالغذاء والمساعدات والتبرعات، لا سبيل إلا إلى ذلك وبذلك .

إسرائيل أس المشاكل

ومما لا شك فيه أن أس المشكلة في هذا الإطار ومن قام بصنع بن لادن وقوى قلبه على الأنظمة العربية هي إسرائيل ، فمع مماطلة إسرائيل المستمرة وتجاهلها للحقوق الفلسطينية، وفرضها للحصار ، فرخ ذلك أسامة بن لادن وأنصاره، الخوارج عن الإسلام الصحيح، فلو أن إسرائيل كانت قد أبدت مرونة في الوضع الحالي ومن قبل ، لما أظهر ذلك وأفرز بن لادن ولا الإرهاب ، فلتنظر إسرائيل ماذا ستفعل ومن سيحميها من بطش بن لادن القادم قادم لا محالة .

عراق جديد

هذه الرسالة القوية من بن لادن إفراز لصديد إسرائيل في المنطقة ، فبعد أن تخلت إسرائيل عن حماس التي صعدت إلى الحكم بديمقراطية كاملة، لابد من ظهور هذه النماذج، لذلك فإن إسرائيل الآن أمام خياران إثنان لا ثالث لهما ‘ فإما أن تقبل بحماس وبشرعية حماس وبديمقراطية حماس التي هي أحن كثيرًا من شدة وتصلب بن لادن، وإما أن تنتظر ما هو قادم والقادم بالطبع أسوأ .

ولا حل في معضلة بن لادن إلا أن تسارع إسرائيل ويسارع الغرب في تخفيف وطأة الحصار، وإلا فالبديل هو القنابل والمفخخات والرصاص، أي عراق جديد وأغانستان جديدة ، هذا هو المخرج الحقيقي باختصار .

لم تتعلم القاعدة من الماضي

وخلاصة القول أن القاعدة لم تتعلم من الماضي ولم تدرك خطورة ما تدعو إليه الآن، فهل يدعو بن لادن إلى العودة إلى تسيعينات القرن الماضي، إلى المواجهة المسلحة مع النظام من جديد مع الحكومات ألم تتعلم الجماعات الإسلامية من أخطائها في الماضي ، هناك بلا شك من تعلم من الماضي، وتوصل إلى قناعات مفادها أن التصادم مع الحكومات لن يفيد جديداً وإنما سوف يخلف برك من الدماء لا تحل ولا تربط .


خاص المقاومة اليوم

ليست هناك تعليقات: