10 أبريل 2008

حماس "المذبذبة"

"متذبذب" أو إنسان "مذبذب" هذه الكلمة أول ما سمعتها في صغري وكانت من والدتي أطال الله عمرها ، وكانت تتحدث مع والدي "الله يمسيه بالخير" حول الجيران وحركاتهم "البايخة"، وكانت تقول لوالدي فلانة دي "مذبذبة" وانا في صغري لم أكن أفهم ما تقصده أيه بهذه الكلمة ، ولكني حينما أخذت أحلل الكلمة وأتدبرها جيداً ، من المفهوم اللغوي أدركت أن والدتي كانت تقصد أن جارتها تقعد في جلسة معها تتحدث بأطيب الكلمات وتمجد فيها وتقول لها "إنك إنسانة عملتي وسويتي الكثير من أجلنا وووووو، ولكنها حينما تجلس مع إأخرى تسب وتلعن وتنم وتغتاب... إلخ

وهذا هو حال حماس وقيادتها تماماً مع مصر، حيث يخرج البعض من حماس ليتهجم على مصر ويهدد باجتياح الحدود، ثم يخرج آخر ليهدأ من حدة التصريحات السابقة ، وكأن حماس "فاكرة نفسها" الولايات المتحدة وتتبع سياسة تبادل الأدوار بالنسبة للتصريحات السياسية، مثال : رايس تخرج تنتقد مصر ، بوش يمدح السياسة المصرية وهكذا .

حماس رغم كل ما تمر به من تضييق وحصار وخنق إلا أنها ما زالت تمارس دور المنتفخ المتعالي ولا تدرك أنها مهما ارتمت في الحضن الإيراني أو الحضن الإسرئيلي لفترة ، فهي مجرد ورقة عند الإيرانيون للعب مع إسرائيل ومن ورائها أمريكا ، كما انها بالنسبة للإسرائيليين لا تساوي إلا مجرد وسيلة لشق الصف والمتاجرة بالقضية الفلسطينية.

أما بالنسبة لمصر فحماس تعي جيداً أن الحضن الدافي لن يكون إلا مع مصر وأن المصلحة الرئيسية للقضية الفلسطينية لن تكون إلا مع مصر ، وبمصر ، أما غير ذلك فهو غثاء ورقص على السلم، اللهم إلا إن كان قادة حماس لا يهمهم القضية وأن كل ما يشغلهم هو الكرسي والبقاء والاستمرار وتحقيق المكاسب على حساب القضية الفلسطينية، وهو ما برز جلياً في اشتباكات حماس وفتح .

ولذلك حذرت مصر من أية محاولة لخرق الحدود مع غزة أو استغلال المشاكل المحلية في مصر، أو السعي لافتعال أزمات على الحدود المصرية بالتزامن مع مشكلات داخل مصر.

وشعر المصريون ومعهم القيادة السياسية بالارتياب والشك في الدوافع الحقيقية وراء تصريحات قياديي التنظيمات الإسلامية الفلسطينية وعلى رأسهم حماس، باقتحام الحدود .

خاصة مع الجهد الذي آلت مصر على نفسها ان تبذله وتقوم به من اجل رفع الحصار عن قطاع غزة والتوصل الى تهدئة تتيح استئناف الفلسطينيين في القطاع لحياتهم الطبيعية.

ومن المؤسف ان يسعى البعض في المنظمات الفلسطينية إلى الاساءة للعلاقات التاريخية بين مصر واشقائها الفلسطينيين لأن مثل هذا السلوك يسيء الى القضية الفلسطينية ولن يخدمها او يخدم ابناء الشعب الفلسطيني.

وكان لزاماً في ظل هذه الأجواء أن تضع مصر قواتها على الحدود مع قطاع غزة في حالة تأهب بعد تهديدات حماس التي تسيطر على القطاع باجتياح الحدود المصرية، ولوجود تهديدات جدية بتنفيذ هجمات على المنتجعات السياحية والأراضي المصرية ، سواء من هنا أو من هناك.

وشددت مصر على أن "أية محاولة لانتهاك حرمة الحدود المصرية بالقوة ستواجه بالجدية والحزم المناسبين"، وتم تشديد الاجراءات الامنية في شبة جزيرة سيناء.

وذكرت المصادر أن قناصة مصريين تمركزوا فوق اسطح المنازل في الناحية المصرية من مدينة رفح ، كما ان فرقا امنية ترافقها كلاب بوليسية تقوم بدوريات على الحدود.

وأكدت مصر على أنها لن تتهاون فى حماية حدودها ضد أية محاولات لاقتحامها من أي طرف فحدود مصر خط احمر لا يمكن تجاوزه ومصر كفيلة بالرد على اية محاولات لاقتحام حدودها.

وحذرت من ان "اية محاولة لانتهاك حرمة الحدود المصرية بالقوة او المس بخط الحدود المصرية بشكل غير قانوني سوف تقابل بالجدية والحزم المناسبين وبما يكفل صون تلك الحدود والحفاظ على حرمتها. وترفض مصر بشكل قاطع اي محاولات للابتزاز او الضغط من جانب اي طرف، أياً كان".

"المقاومة اليوم"

ليست هناك تعليقات: