8 مارس 2008

"وأهدر الدم بين القبائل" يا إسرائيل ...

جن جنون إسرائيل بعد عملية القدس المحتلة على المدرسة اليهودية في الجانب الغربي من القدس المحتلة، والتي قتل فيها 10 أشخاص وجرح فيها أكثر من 40 آخرين، في وقت أصبح الغموض يكتنف الجهة المنفذة للعملية.

وبدأت إسرائيل بجس نبض مختلف الأطراف حول احتمال ضلوعهم في الهجوم، بينما احتفظت جميع الأطراف المشتبه بها الصمت أو التمويه، فيما يبدو اتفاقاً أو استراتيجية مرحلية جديدة لاخفاء الجهات المنفذة للعملية، ولو لفترة وجيزة ، ثم الإعلان لاحقاً، أو عدم الإعلان أخذاً باستراتيجية(إهدار دم القتلى بين القبائل).

وكانت البداية مع ما تسمى كتائب أحرار الجليل مجموعة عماد مغنية وشهداء غزة، والتي سارعت فضائية المنار التابعة لحزب الله بإعلان تبني الكتائب للهجوم، إما مباركة، أو تمويها لإعادة الهيبة وماء الوجه إليها بعد اغتيال القيادي البارز بالحزب عماد مغنية.

كما تضاربت الأنباء حول تبني حركة "حماس" للهجوم، فبينما نقلت وكالاتا رويترز والفرنسية عن مسئول من الحركة رفض الكشف عن هويته قوله ان "كتائب القسام هي المسؤولة عن العملية"، قال الناطق بلسان كتائب القسام "أبوعبيدة" أنه لم يصدر عن الكتائب أي بيان رسمي عن تبني العملية وكان المسؤول في الحركة والذي رفض ذكر اسمه قال إن "كتائب القسام المخولة بإصدار البيان والموقف الرسمي حول العمليات العسكرية، ستصدر بيانا بهذا الشأن في الوقت المناسب".
في الغضون امتنع المتحدث باسم الحركة سامي أبو زهري في حديث للجزيرة عن تأكيد أو نفي الحركة للهجوم لعدم علمه بالمسئول.

وجرى جس نبض أنصار القاعدة على منتديات الجهاد للتأكد من منفذ العملية دون التوصل إلى شيء، اللهم إلا مباركات من هنا وهناك، وأمنيات بضلوع القاعدة.


والحقيقة ان رفض منفذ الهجوم الإفصاح عن هويته ربما يدخل في إطار استراتيجية جديدة لحركات المقاومة الفلسطينية (أهدار دم القتلى بين القبائل)، بدأت بالفعل منذ فترة ليست بالقصيرة ، خاصة على مستوى حركة حماس ، من خلال اختيار قائد الحركة وبقائه سراً سواء كان ذلك مشعل أم هنية أو غيرهم.
الاستراتيجية المنظورة لحركات المقاومة الفلسطينية تتراوح الآن بين اخفاء الجهة المنفذة تماماً حتى لا توجه بنادق إسرائيل إلى هذه الجهة على الخصوص ، خاصة بعد مخاوف قادة حماس مثلاً من الاغتيالات التي أعدتها إسرائيل ، أو على الجانب الآخر التمهل قليلاً لعودة الهدوء إلى الطرف الإسرائيلي وإعادة الحركة ترتيب أوراقها استعداداً للانتقام الإسرائيلي مثلما حدث في عملية ديمونة.
خاص

ليست هناك تعليقات: