16 مارس 2008

حرب الجواسيس‏‏ : المخابرات المصرية تديرها بذكاء ويقظة

يظن البعض أن الحرب تعني المواجهة في ميادين القتال وأنه بتحقيق النصر تضع الحرب أوزارها‏...‏ ولكن يبدو أن هناك حربا أخري لا تقل في الأهمية‏,‏ وأن هذه الحرب شهدت حلقاتها معارك شرسة أديرت بذكاء شديد وبسرية مطلقة طوال ما يقرب من ستين عاما هي عمر الصراع مع إسرائيل‏...‏ إنها حرب الجاسوسية والمخابرات‏....‏

هذا ما أكدته براعة المخابرات المصرية التي كشفت عن قضيتين جاسوسيتين في وقت متقارب وازاحت الستار عنهما بكل ثقة‏...‏ الأمر الذي يؤكد تيقظ الجهاز المصري. وعلي عكس ما يظن الكثيرون يبدو أن السنوات المقبلة سوف تشهد حروبا عنيفة في أعمال الجاسوسية والعملاء ويبدو أنه مهما حدث من تقدم تكنولوجي فمازال هناك رغبة للعدو وللدول في جمع المعلومات أي معلومات.

وهنا يبرز اسم رأفت الهجان الذي زرعته مصر في إسرائيل ليعيش وسط المجتمع الإسرائيلي ‏18‏ عاما أمد خلالها مصر بمعلومات مهمة وتعود أهمية الهجان إلي أنه كشف ما يسمي بأسطورة جهاز الموساد الذي لا يقهر علي حسب إدعاء إسرائيل‏,‏ وكان للهجان تأثير واضح بعد أن زود مصر بأدق التفاصيل عن خط بارليف إثر حصوله علي خارطة تفصيلية‏.
ورغم انتهاء حرب أكتوبر وتفوق الجيش المصري ودخول مصر وإسرائيل في اتفاقيات سلام ظن الكثيرون من المفكرين والساسة أن الحرب هدأت بين مصر وإسرائيل ولكن جهاز الاستخبارات المصري ورجاله كان لهم رأي مختلف ـ ربما لم يكن معلنا أنذاك ـ وهو أن الحرب مع إسرائيل لن تتوقف ولكنها سوف تأخذ أشكالا أخري .

ولعل من أبرز دوافع حرب الجواسيس الرغبة في معرفة أدق التفاصيل والمعلومات عن مصر وجيشها واقتصادها ومن ثم فقد توالت قضايا الجاسوسية وتساقط العديد من الجواسيس والخونة والعملاء وتمكنت المخابرات المصرية من كشفهم ببراعة .

واستحقت مصر علي حسب قول السفير محمد بسيوني سفيرها السابق لدي تل أبيب كل التحية واعتبر بسيوني الصراع المخابراتي أهم من الحرب في ميدان القتال وأكد أن المعلومات وتجنيد العملاء سوف يظلان في غاية الأهمية في العمل المخابراتي ، وبرغم أهمية وسائل الاتصال الحديثة والدور الذي تلعبه الأقمار الصناعية في التجسس لدرجة أنهم أصبحوا يحددون مسار سلك التليفون إلا أن هناك معلومات أخري لا يستطيع أي جهاز مخابرات الحصول عليها بسهولة ولذلك فهو يلجأ إلي ذرع الجواسيس خاصة أن وسائل الإعلام حالياً أصبحت تقدم جرعة كبيرة جداً من المعلومات.
مواقع

ليست هناك تعليقات: